الزلزال هو هز أو اهتزاز أرضي يحدث عندما يحدث تحرك مفاجئ في الصخور في باطن الأرض. ينتج عن هذه الحركة موجات تنتقل عبر الأرض وتتسبب في اهتزاز سطح الأرض. يمكن أن تكون الزلازل صغيرة جدًا ولا يمكن الشعور بها، أو يمكن أن تكون كبيرة جدًا وتسبب دمارًا واسع النطاق.
تحدث الزلازل عادةً على طول حدود الصفائح التكتونية، وهي أجزاء من القشرة الأرضية التي تتحرك باستمرار. عندما تصطدم الصفائح التكتونية ببعضها البعض، يمكن أن تتسبب في كسر أو ثني الصخور، مما يؤدي إلى حدوث زلزال.
تختلف شدة الزلازل حسب مقدار الطاقة التي يتم إطلاقها. يتم قياس شدة الزلازل باستخدام مقياس ريختر، والذي يتراوح من 1 إلى 10. الزلازل التي يبلغ مقدارها 3.0 أو أقل عادةً ما تكون صغيرة ولا يمكن الشعور بها. الزلازل التي يبلغ مقدارها 5.0 أو أكثر يمكن أن تكون كبيرة بما يكفي للتسبب في أضرار طفيفة للمباني. الزلازل التي يبلغ مقدارها 7.0 أو أكثر يمكن أن تكون كبيرة جدًا وتسبب دمارًا واسع النطاق.
يمكن أن يكون للزلازل آثار مدمرة على الناس والممتلكات. يمكن أن تسبب انهيارات أرضية وفيضانات وتسونامي. يمكن أن تتسبب أيضاً في انهيار المباني والمنازل وقتل الناس.
هل يمكن توقع الزلازل؟
على الرغم من أن العلماء يعملون على تطوير العديد من التقنيات لتوقع الزلازل، إلا أنه حتى الآن لا يمكن توقع الزلازل بدقة تامة. وذلك لأن العوامل التي تؤدي إلى وقوع الزلازل معقدة وغير معروفة تماماً.
ومع ذلك، فإن العلماء يستخدمون العديد من الأساليب والتقنيات لتحديد المناطق التي تحتمل وقوع الزلازل بشكل أكبر، وتحديد توقيت حدوثها بشكل تقريبي. وتشمل هذه التقنيات الرصد الجيولوجي والزلزالي، والتحليل الإحصائي للبيانات الزلزالية، وتحليل السجلات الجيولوجية للزلازل السابقة في المنطقة.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن توقع الزلازل بدقة تامة، إلا أن الجهود المبذولة لفهمها وتحديد المناطق التي تحتمل وقوعها بشكل أكبر يمكن أن تساعد في تحسين الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحد من الأضرار الناجمة عن الزلازل.
أسباب حدوث الزلازل
الزلازل نوعان:
النوع الأول هو الزلازل البركانية حيث يمكن أن يؤدي النشاط البركاني إلى حدوث الزلازل، حيث يمكن أن يسبب تدفق الحمم البركانية إلى السطح تحركات في الصخور تحت الأرض.
النوع الثاني هو الزلازل التكوينية حيث تحدث الزلازل نتيجة للتحركات في قشرة الأرض. وتحدث هذه التحركات بسبب عدة عوامل، ومن أهم هذه العوامل:
- حدوث تصدعات في القشرة الأرضية: عندما تتحرك الصخور في القشرة الأرضية بسبب قوى دفع داخلية، فإنها قد تكون عرضة للكسر والتصدع، وهذا يؤدي إلى حدوث الزلازل.
- حركة الصفائح الأرضية: تحدث الزلازل بسبب حركات الصفائح الأرضية القارية والبحرية، حيث يتحرك بعض الصفائح بعيدًا عن بعضها البعض، ويسبب هذا الاحتكاك زلازل.
- انفصال الصخور: يمكن لحدوث انفصال الصخور في القشرة الأرضية أن يؤدي إلى حدوث الزلازل، حيث يتحرك الصخور بشكل مفاجئ، ويسبب هذا الحركة تحريك الصخور الأخرى المحيطة بها، مما يؤدي إلى حدوث الزلازل.
- الانزلاق الصخري: يمكن لانزلاق الصخور أن يحدث في الجبال الشاهقة أو في السفوح الجبلية، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث الزلازل.
وتسمى النقطة التي يبدأ من عندها الزلزال بؤرة الزلزال وتسمى النقطة التي فوق البؤرة سطح الأرض المركز السطحي للزلزال. وتنتقل الطاقة التي تنبعث من الزلزال من بؤرته إلى جميع الاتجاهات على هيئة موجات زلزالية أو سيزمية، تنتقل بعضها أسفل الأرض، وبعضها فوق سطح الأرض، وهذه تنتقل بصورة أسرع من الموجات الداخلية التي تنتقل أسفل الأرض إذ يمكن لها أن تصل إلى سطح الأرض خلال إحدى وعشرين دقيقة.
أكبر الزلازل في التاريخ
أكبر زلزال في التاريخ هو زلزال تشيلي عام 1960، والذي كان بقوة 9.5 درجة على مقياس ريختر. وقع الزلزال في 22 مايو 1960 في تشيلي، وشعر به الناس في جميع أنحاء العالم. تسبب الزلزال في موجات تسونامي مدمرة اجتاحت سواحل تشيلي واليابان والولايات المتحدة. تسبب الزلزال أيضاً في أضرار واسعة النطاق في تشيلي، وقتل ما يقرب من 6,000 شخص.
فيما يلي قائمة بأكبر 10 زلازل في التاريخ
- زلزال تشيلي عام 1960 (9.5 درجة)
- زلزال ألاسكا عام 1964 (9.2 درجة)
- زلزال سومطرة-جاوا عام 2004 (9.1 درجة)
- زلزال تشيلي عام 2010 (8.8 درجة)
- زلزال نيوزيلندا عام 2011 (8.5 درجة)
- زلزال اليابان عام 2011 (9.0 درجة)
- زلزال إيران عام 1990 (7.7 درجة)
- زلزال الصين عام 1976 (7.8 درجة)
- زلزال تركيا عام 1939 (7.8 درجة)
- زلزال أفغانستان عام 2002 (6.9 درجة)
وحديثاً وقع زلزال تركيا 2023 في 6 فبراير 2023 في جنوب تركيا. كان الزلزال بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، وشعر به الناس في جميع أنحاء تركيا وسوريا ولبنان. تسبب الزلزال في أضرار واسعة النطاق في تركيا وسوريا، وقتل ما يقرب من 51000 شخص.
أماكن الزلازل في العالم
تحدث الزلازل في معظم المناطق في العالم لكن تكثر الزلازل في حزامين كبيرين، الأول منهما يطوق منطقة المحيط الهادي على طول شواطئ أمريكا الشمالية والجنوبية ويمر بجزر آسيا حتى نيوزيلندا. أما الحزام الثاني : فهو يطوق منطقة واسعة تبدأ من بورما حتى جنوب أوروبا، ويمر بجبال الهملايا وجبال القوقاز، وجبال الألب وتعد الهزات التي تحدث في منطقة الحزام الأول هي الهزات الأكثر إذ أن حوالي ۸۰٪ من الهزات المدمرة تحدث في هذه المنطقة.
وتُعتبر اليابان التي تقع في منطقة الحزام الأول من أكثر بلدان العالم تعرضاً للزلازل إذ تحدث هناك ست هزات في المتوسط كل عام كما تحدث نحو ثلاث هزات صغيرة كل يوم، ولذلك يُستعان هناك بالمنشآت المعدنية والخرسانية ذات الأساسات العميقة لتقاوم الهزات الأرضية.
قياس الزلازل
يتم قياس قوة الزلازل باستخدام مقياس الزلازل، وهو جهاز يقيس الاهتزازات الأرضية المستمرة. ويستخدم المقياس الزلزالي المعروف باسم "مقياس ريختر" لقياس قوة الزلازل، حيث يعبر عن قوة الزلزال برقم على مقياس ريختر.
ويعتمد مقياس ريختر على تسجيل الاهتزازات الأرضية باستخدام جهاز يسمى "سيزموغراف"، ويتم تحويل هذه الاهتزازات إلى بيانات رقمية، ومن ثم يتم تحويل هذه البيانات إلى رقم على مقياس ريختر.
وتُصنف الزلازل عادة بناءً على قوتها إلى الفئات التالية:
- الزلازل الصغيرة: قوتها تقل عن 2.0 درجة على مقياس ريختر.
- الزلازل المعتدلة: قوتها تتراوح بين 2.0 و 5.0 درجة على مقياس ريختر.
- الزلازل الكبيرة: قوتها تتراوح بين 5.0 و 7.0 درجة على مقياس ريختر.
- الزلازل العنيفة: قوتها تزيد عن 7.0 درجة على مقياس ريختر.
آثار الزلازل
للزلازل آثار كبيرة تظهر على سطح الأرض إذ تحدث تغيرات في مستوى وميل سطح الأرض، وتتحول الأنهار والجداول وتتسبب في انهيار الجداول وتتسبب في انهيار التربة والصخور والكتل الجليدية الضخمة.
ويكفي أن تعرف أن الطاقة الناجمة عن حدوث زلزال كبير تعادل ۲۰۰ مليون طن من مادة التي إن تي (TNT) وأكثر عشرة آلاف مرة من طاقة أول قنبلة نووية مما يجعل الزلازل تتسبب في قتل نحو ١٤ ألف شخص كل عام فضلاً عن تدمير خطوط المياه والكهرباء والغاز وما تسببه من حرائق مروعة إضافة إلى انتشار الأمراض الخطيرة التي تحدث بسبب تلوث المياه وتلوث مصادرها وذلك فضلاً عن تهدم العديد من المنشآت.
وبالنسبة للموجات التي تحدث تحت الماء أو في المناطق الساحلية فإنه يحدث نتيجة لها موجات في البحار قد يصل ارتفاعها إلى ۳۰ متراً تجري بسرعة تصل إلى 720 كيلو متر في الساعة تسبب تدميرا هائلا وإزهاق أرواح كثيرة خاصة لو ضربت مناطق مأهولة بالسكان
كيف يمكن الاستعداد للزلازل
يمكن اتخاذ مجموعة من الإجراءات للإعداد للزلازل والتقليل من أضرارها، ومن بين هذه الإجراءات:
- الحصول على معلومات: يجب الحصول على معلومات عن المناطق المعرضة للزلازل وخطورتها، وذلك من خلال المؤسسات الحكومية والمنظمات ذات الصلة.
- التخطيط لحالات الطوارئ: يجب إعداد خطة لحالات الطوارئ وتطبيقها في حالة حدوث الزلازل، ويجب تحديد مواقع اللقاءات الآمنة للأفراد الذين يعيشون معاً.
- تأمين الأثاث والممتلكات: يجب تأمين الأثاث والممتلكات بشكل جيد وتثبيتها بأمان، وذلك لتقليل الأضرار التي يمكن أن تلحق بها خلال الزلازل.
- التدريب على كيفية التصرف: يجب تدريب الأفراد على كيفية التصرف في حالة الزلازل، وذلك لتقليل الأضرار الناتجة عنها وحماية الأرواح.
- تقييم وتحسين البنية التحتية: يجب تقييم البنية التحتية في المنطقة وتحسينها لتكون أكثر مقاومة للزلازل، وذلك من خلال استخدام مواد بناء مقاومة للزلازل وتطبيق الأكواد والمعايير الهندسية المناسبة.
- الاحتفاظ بمخزون الطعام والماء: يجب الاحتفاظ بمخزون كافٍ من الطعام والماء والأدوات الأساسية، حتى يتمكن الأفراد من البقاء لفترة قصيرة في حالة حدوث الزلازل.
الإجراءات الواجب اتخاذها في حال وقوع زلزال
عند حدوث زلزال، يجب اتخاذ الإجراءات التالية:
- البقاء في مكان آمن: يجب البقاء في مكان آمن وتجنب الخروج خلال الزلزال، وذلك لتجنب الوقوع في المخاطر، ويجب تفادي النوافذ والأسطح والأشياء الزجاجية المكسورة.
- الاحتماء تحت الأثاث: يجب الاحتماء تحت الأثاث الثابت مثل الطاولات والمكاتب والأسرة، وذلك لتجنب السقوط أو التعرض للإصابات.
- تجنب الكهرباء والنيران: يجب إيقاف الأجهزة الكهربائية وإطفاء الشعلات والمواقد الغازية، وذلك لتجنب حدوث الحرائق والانفجارات.
- الابتعاد عن المباني والجسور: يجب الابتعاد عن المباني والجسور والأشجار والأعمدة الكهربائية، وذلك لتجنب السقوط أو التعرض للإصابات.
- الابتعاد عن السواحل: في حالة حدوث زلزال قوي في منطقة ساحلية، يجب الابتعاد عن السواحل والتحرك إلى مناطق أعلى لتجنب حدوث تسونامي.
- البقاء على اتصال: يجب البقاء على اتصال مع السلطات المحلية والأهل والأصدقاء، وذلك للتواصل والحصول على المساعدة اللازمة.
- تقييم الأضرار وتقديم المساعدة: يجب تقييم الأضرار وتقديم المساعدة اللازمة للأشخاص المتضررين، وذلك بالتعاون مع السلطات المحلية والمنظمات ذات الصلة.
في الختام هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها للاستعداد للزلازل. من المهم أن يكون لديك خطة طوارئ في حالة حدوث زلزال. يجب أن تتضمن خطة الطوارئ مكاناً آمناً للاختباء، وكيفية إخلاء المنزل، وكيفية التواصل مع أفراد الأسرة بعد وقوع الزلزال.
من المهم أيضاً أن تتأكد من أن منزلك آمن من الزلازل. يمكن إجراء العديد من التحسينات على المنزل للمساعدة في تقليل الأضرار التي قد تسببها الزلازل. تشمل هذه التحسينات إضافة حوامل مضادة للزلازل إلى الخزانات، وتركيب عوازل للزلازل في المباني، واستخدام مواد بناء مقاومة للزلازل.
الزلازل هي أحداث طبيعية لا يمكن التنبؤ بها. ومع ذلك، يمكن أن تساعدك الاستعدادات على تقليل مخاطر التعرض للأضرار في حالة حدوث زلزال.