ولد احمد حسن الزيات في قرية كَفر دَميرة القديمة إحدى قرى الدلتا بمحافظة الدقهلية ، في الثاني من نيسان (أبريل) عام 1889 .
نشأة الزيات و سيرته
نشأ الزيات في أسرة متوسطة الحال تعمل بالزراعة ، و درس في الأزهر منذ نعومة أظفاره لسنوات عشر حيث تلقى علوم اللغة و الدين ، و كان يُؤثِر الأدب ، إذ تعلق بدروس الشيخ سيد علي المرصفي الذي كان يُدرّس الأدب في الأزهر . كما حضر شرح المعلقات للشيخ محمد محمود الشنقيطي و الشيخ حسين المرصفي .
انتقل إلى الجامعة المصرية ، مع طه حسين ، و بعد تخرجه عمل بالتدريس في بعض المدارس الأجنبية الفرنسية ، و دفعه ذلك إلى تعلم اللغة الفرنسية ، ثم تقدم إلى مدرسة الحقوق الفرنسية و حصل على إجازتها في باريس سنة 1925.
و عاد إلى مصر فعُين رئيساً لقسم اللغة العربية بالجامعة الأميركية بالقاهرة لفترة عام واحد ، ثم خرج إلى العراق حيث عمل أستاذاً للأدب العربي بدار المعلمين العليا ببغداد سنة 1929، ثم عاد إلى مصر سنة 1932.
سيرة الزيات الأدبية
بدأت مسيرة الزيات الأدبية من مجلة ( الرسالة ) التي أنشأها في 15 كانون الثاني ( يناير )عام 1933 و قد بيَّن اتجاهها و هدفها فقال : ( مبدأ الرسالة هو ربط القديم بالحديث ، و وصل الشرق بالغرب . فيربطها القديم بالحديث , تضع الأساس لما انهار بناؤه على الرمل ، و بوصلها الشرق بالغرب تساعد على وجدان الحلقة المفقودة ) .
فكانت ذات أثر قوي في حركة الأدب العربي ، و منيراً لكثير من الأدباء العرب ردحاً من الزمن يقرب من ربع قرن من بينهم العقاد الذي بدأ فيها مجموعة مقالاته عن ( عبقرية محمد ) و مصطفى صادق الرافعي الذي حرص على الكتابة فيه ، و جمع ما كتب في كتابه ( وحي القلم ) .
والزيات نفسه جمع مقالاته فيها ، بعنوان ( من وحي الرسالة ) . و كتب فيها أيضاً جيل آخر من الكتاب منهم محمود محمد شاكر ، و علي الطنطاوي ، و سيد قطب و محمد مندور .
و من الأسف أن هذه المجلة الرائدة توقفت عن الصدور هي و مجلة ( الرواية ) التي أُدمجت بها ، و لم تفلح وزارة الإرشاد القومي في مصر من إحيائها فالزمن قد تغير ، و أذواق القراء تطورت .
أسلوب الزيات الأدبي و آثاره
من الجدير بالذكر أننا لا نستطيع أن نحسب الزيات على أي مذهب من المذاهب الأدبية الحديثة على نحو ما كان عليه العقاد أو طه حسين أو جبران خليل جبران و ميخائيل نعيمة ، و إنما يُعد أسلوبه امتداداً لمدرسة الترسل ، فكان يتحرى المعنى الجميل في اللفظ الجميل ، في إطار أسلوب عربي يخلو من شوائب الإفرنجية أو العامية في الشكل ، و لكنه لم يقف عند حدود القديم ، بل حاول الجمع بين الأصالة و المعاصرة .
و قد بث أفكاره وآراءه في مقالاته التي دعا فيها إلى الجمع بين الأدب العربي و الأدب الأوربي ( الغربي ) ، و كانت ثقافته الفرنسية تدفعه إلى الإقبال على الأدب الفرنسي و نقل كثير من روائعه ، فترجم عن الفرنسية ( آلام فرتر ) لجوته ، و رواية ( روفائيل ) للامرتين ، فضلاً عن مجموعة قصص من الأدب الفرنسي . و كانت ترجمته لقصيدة ( البحيرة ) للامارتين أفضل ترجمة لها .
برع الزيات في كتابة المقالة ، فكان من أشهر أعلام المقالة في النصف الأول من القرن العشرين . و قد تراوحت مقالاته بين المقالة الأدبية و التأملية ، و مقالة السيرة الشخصية .
و جاءت هذه المقالات محكمة الصنعة غنية بالإيقاع الموسيقي الذي يعتمد على توازن العبارات و الايقاع الجميل .
والزيات يحافظ على نصاعة الديباجة و روعة البيان . وقد تهكم على الكتاب الذين لا يعنون بالأسلوب العربي السليم ، و سماهم أنصار السندويتش في الأدب .
فأسلوب الزيات في المقال محكم الصنعة ، يوفر له قيماً لفظية و إيقاعاً موسيقياً يعتمد على التوازن الدقيق بين العبارات .
و يأتي الايقاع في بعض المواضع من السجع و التجنيس ، كما في ( المؤاسي و الآسي )، أو ( القريحة والجريحة ) . أو من تكرار بعض الألفاظ و بعض الحروف كقوله : و القلب يقطع من القلب و الروح تنزع من الروح .
فضلاً عن مؤثرات صوتية كثيرة يمكن إدراكها في مقالاته . وهكذا تطغى الفاظه على معانيه ، و يغدو أسلوبه ضفيرة منسقة من الألفاظ الموسيقية المجلجلة ، أو قطعة من الفسيفساء أبدعتها يد فنان .
و بذلك عُدّ الزيات من أصحاب الألفاظ لا من أصحاب المعاني , تقرأ له فتروعك منه صور بيانية أخّاذة كصورة النهر الناضب الذي ينتظر ماء الفيضان و الروض الذابل الذي يترقب مجيء الربيع ، وغيرها من الصور البديعة , فأنت إزاء أديب بارع في اختيار الفاظه ، يُحسن إنشاءه الأدبي .
من آثاره :
- ( تاريخ الأدب العربي )
- ( في أصول الأدب )
- (من وحي الرسالة )
- كتب مأساة الشاعر ( وضاح اليمن ) و نشرها في صحيفة ( البلاد ) سنة 1930.
توفي الزيات بالقاهرة ، في الثاني عشر من أيار عام 1968، و نُقل جثمانه إلى قريته و دُفن بها .
المرجع : احمد حسن الزيات / ويكيبيديا