توجد حاسة اللمس في الجلد الذي يُغلف جسم الإنسان من كل ناحية .
و الجلد هو أول ما يتعرض من الجسم لأية مؤثرات خارجية لأنه الإطار الذي يُحيط بالجسم أو الغلاف الذي يُغلفه .
و لذلك كان به الخلايا العصبية التي تمتد فتشمله جميعه و تنتقل خلاله كافة المؤثرات التي يتأثر بها الجسم داخل الأجهزة العصبية للإنسان بسرعة لا يدركها الإنسان , لأن الوقت أو الفارق بين المثير و الاستجابة لا نكاد نتبينه ، إذ أن سرعة الاتصال داخل الأجهزة العصبية خارقة ، و هي اقصى سرعة عرفها الإنسان حتى اليوم .
انتقال الاحساس
الإنسان يشعر بما حوله من سخونة أو برودة أو خشونة أو نعومة , فإذا تعرض الجلد لما يؤذيه مثلاً , نقول إن هناك ما سبب ألماً لخلية عصبية موجودة في الجلد , و هي خلية تمتد حتى تصل إلى العمود الفقري تحت العنق عبر النخاع الشوكي الذي يوجد داخل العمود الفقري .
و هناك خلية أخرى تمتد من النخاع حتى المخ ، و بذلك تكون قد انتقلت رسائل داخل الخلايا العصبية ما بين المؤثر الذي سبب الألم تكون قد نقلت هذا الألم إلى مركز الإحساس في المخ كي يتخذ قراراً بشأن ما ينبغي فعله ازاء هذا الطارىء الذي يجب معالجته و التخلص من آثاره .
يتم هذا جميعه عبر الخلايا العصبية ، و هي أجهزة كثيرة دقيقة تلتقط المعلومات الكثيرة المتواصلة كي ترسلها إلى المخ ليتعرف على ماحوله و يكون قادراً على مواجهته و التكيف معه .
شكل الخلايا الحسية
و الخلايا الحسية التي تستقبل المؤثرات لا توجد في أماكن محددة من الجلد ، إذ هي موزعة في صورة بقع غير منتظمة الشكل ، تنتشر على سطح الجلد فتشعر بالحرارة ، لكن اذا نقلته إلى مكان آخر يجاوره فأنت لا تشعر بالحرارة إذا كان المكان الأول به خلايا حسية تستقبل الحرارة ، بينما خلا المكان الثاني من هذه الخلايا .
و هذه الخلايا متنوعة . فمنها ما ينقل إحساس اللمس الخفيف و منها خلايا توصل الضغط القوي و نوع ثالث يميز السخونة و رابع للبرودة ، و نوع يوصل إحساس الألم و هكذا .
وكل نوع من الاحساس له مركز خاص به في المخ يستقبل الاشارات الواردة من الخلايا العصبية و يترجمها و يتعرف على ما بها ، و يتجاوب معها بما يقتضيه الموقف من أوامر ، و هو ما يطلق عليه الأفعال المنعكسة .
الحاسة الأكبر
و حاسة اللمس الموجودة في الجسم هي الحاسة الأكبر في الجسم لدى الانسان من بين الحواس الخمس الأخرى , إذ أن وزن الجلد لدى الانسان العادى يبلغ نحو ١/٢ كيلو جرام ، بينما تصل مساحته حوالي ۱۷۰ سنتيمتراً مربعاً .
حاسة اللمس و القدرة الخارقة
و حاسة اللمس ذات قدرة خارقة ، و مرجع تلك القدرة الى الإمكانات الهائلة التي أودعها الله عز وجل في جسم الإنسان , ذلك أنه يوجد به نصف مليون عصب کي يتمكن الإنسان من الشعور بالضغط أو اللمس و به ثلاثون ألفاً من الخلايا التي تلتقط الحرارة و تحس بها و ترسلها إلى المخ .
و يوجد ربع مليون خلية تلتقط الأشياء أو المؤثرات الباردة و يوجد في جلد الأنف فقط ملايين الشعيرات العصبية التي تجعل الإنسان يحس بشعرة إذا لامسته . و كل بوصة مربعة من الجلد ( مساحته نحو ۱۷۰ سنتيمتراً ) بها ٦٥٠ مليون خلية عصبية .
و لدى الإنسان نحو أربع ملايين خلية للألم تنبه الإنسان إلى ما يكون قد ألم به من مكروه ، فيحاول أن يتجنبه .
ان هذه الامكانات الخارقة في جهاز اللمس تجعل الجلد ذا قدرة عجيبة على الاحساس و ليس عجيباً أن نعلم أن السنتيمتر الواحد من الجلد يستقبل ثمانمائة مؤثر مختلف . و تتضح مدى هذه القدرة إذا علمنا أن الأذن لا تستقبل أكثر من ثمانية عشر مؤثراً حتى تتمايز الأصوات و إلا فهي ستختلط... و إذا علمنا أيضاً أن العين لا تستطيع أن تُميز أكثر من ثمانية عشر مرئياً .