يُشير مصطلح التمرين البدني في سباق اللياقة البدنية إلى نشاط يتضمن درجة معقولة من الحركة البدنية تجعل المرء يلهث و يتعرق عندما يقوم به بشكل عنيف , فأعمال البستنة و المشي و ركوب الدراجة و لعب التنس كلها تمارين بدنية شريطة أن تنفذ بجهد كافي .
هناك سبب طبي وجيه حول فائدة النشاط البدني ، فأي عمل تقوم به العضلات يزيد حاجتها من الأكسجين ، لذلك نجد الرئتين أثناء التمرين البدني تعملان بكفاءة أكبر للحصول على مزيد من الأكسجين ، و في نفس الوقت يخفق القلب بقوة و سرعة أكثر من المعتاد لضخ مزيد من الدم إلى العضلات . و هذا تمرين للقلب و الرئتين يجعلهما أكثر كفاءة و قوة .
إن أمراض القلب مسؤولة عن ثلث جميع الوفيات تقريباً ، و عن نسبة مرتفعة من الأمراض الخطيرة ، و لذلك فإن القلب الكفء المتمرن ، إضافة إلى الرئتين القويتين ، يعنيان تعرضاً أقل للإصابة بمشكلات صحية كبيرة بالمقارنة مع قلب غير متمرن و رتتين ضعيفتين .
أظهرت إحدى الدراسات الطبية أن الأشخاص متوسطي الأعمار ذوي الأعمال المكتبية الذين لا يتمرنون هم أكثر عرضة ، بمقدار الضعف ، للإصابة بهجمات قلبية بالمقارنة مع الأشخاص الذين يتمرنون تمريناً منتظماً.
التمرين الديناميكي و التمرين السكوني
نلفت النظر إلى أنه كلما زاد استعمال العضلات ، و ازداد عدد العضلات و المفاصل التي تُستعمل كلما كانت الإستفادة البدنية أكبر ، والنوع الأفضل من التمرين هو ذاك المعروف بالتمرين الديناميكي Dynamic كالسباحة و المراوحة ، لأن هذا النوع من التمرين يقوي القلب و الرئتين و عضلات الجسم و يجعل المرء يلهث و يتعرق ، و يحافظ على ليونة المفاصل و على نشاط الجسم و العقل .
أما النوع البديل من التمرين و الذي يُدعى التمرين السكوني Static کرفع الأثقال ، فإنه يمكن أن يبني عضلات محددة بناء قوياً و لكنه يفيد قليلاً في تحسين القلب و الرئتين ، كما أنه لا يرفع سوية اللياقة العامة .
آثار عدم ممارسة التمارين البدنية
يمكن أن يساهم الإفتقار إلى التمرين في تطور اضطرابات مرضية متنوعة :
فأي شخص قد أُصيب بمرض أو أذية و اضطر إلى ملازمة الفراش فترة من الزمن يُعرف جيداً كم أصبحت عضلاته ضعيفة ، كما أن هذا الإهمال نفسه يؤثر سلباً على العظام و يمكن أن يؤذي القلب و الرئتين ، و كذلك فإن العضلات الضعيفة غير المتمرنة تلقي عبأً على المفاصل و الأربطة من خلال الحمولة الزائدة عليهم .
الفوائد الجسمية للتمارين المدروسة
إن الـتـمـريـن السيء غير المدروس ، و الذي يُمارس في فترات متباعدة ، ربما يؤذي العضلات و الأربطة و المفاصل في حين أن التمرين المدروس المنتظم يقلل خطورة الأذية .
لذلك تكون الفوائد الجسمية للتمرين المدروس و المناسب واضحة، بالإضافة إلى الفوائد النفسية حيث أن كثيراً من الناس ينامون بشكل أفضل بعد التمرين و يستيقظون بنشاط أكبر ، و يكونون أكثر انتباهاً و أكثر قدرة على التركيز .
تُصبح المفاصل التي تُمرن بانتظام لينة و سليمة، أما قلة استعمال المفاصل فقد يقود إلى ضعفها و تصلبها و ظهور اضطرابات مفصلية محددة ، كما أن العضلات التي تعمل على تحريك المفاصل ، و كذلك الأربطة الداعمة له ، ربما تصبح ضعيفة أيضاً و هزيلة .
و بما أن العضلات التي تحرك الرجلين هي من بين العضلات الكبيرة في الجسم ، فإن النشاطات التي تُمرن الرجلين مثل السباحة أو المراوحة أو ركوب الدراجة تشكل كلها طرائق ممتازة لوضع الأعباء السليمة على القلب و الرئتين و تساعد على تحسين اللياقة العامة .
ملاحظات مهمة عن التمارين البدنية
- إن عضلات العداء لمسافات طويلة غالباً ما تكون أصغر حجماً ، و لكنها تتمتع باحتياطيات مرتفعة من المثابرة . أما عضلات رامي القرص أو الرمح فهي عادة ذات حجم أكبر و قدرة عظيمة إلا أنها تتمتع باحتياطات منخفضة من المثابرة .
- تجمع عضلات الجسم الجمبازي ما بين القوة و المثابرة و الرشاقة، و تصل إلى سوية عالية من اللياقة الجسمية الشاملة .
- إن التمرين الجسمي المنتظم و العنيف يجعل القلب و الرئتين أقوى و أكفأ ، و رغم أن التمرين قد لا ينقص مقدار العصيدة المتراكمة في الشرايين إلا أنه قد يُوسع الشرايين و يجعل إمكانية حدوث انسداد تام فيها - بسبب جلطة مثلاً - أقل احتمالاً .