توجد بالجلد خلايا مهمتها صناعة الشعر و الأظافر ، و هذه الخلايا لا تتصل بالشعر أو الأظافر نفسها ، و انما تتصل بالجهاز العصبي مباشرة ، و لذلك فإن قص الشعر أو الأظافر لا يسبب ألماً ، بينما يؤدي اقتلاعها إلى الألم لأن ذلك يؤثر في الخلايا المتصلة بالأعصاب .
أطوار و معدل نمو الشعر
ينمو الشعر بمعدل 1/2ملليمتر يومياً أي حوالي 1 سم كل شهر و بحساب آخر ينمو بمعدل ۱۱ بوصة وخمس فى الدقيقة بالنسبة لشعر الجسم كله . فلو فرض أن شعر الإنسان تحول إلى شعرة فإنها تنمو بمعدل بوصة في الدقيقة ، يعني يمكن أن يمتد خلال عام واحد إلى ۲۷ ميلاً ، و الطريف أن الشعر يظل ينمو مستمراً بعد الموت بضعة أيام .
و المعروف أن الشعر ينمو أسرع فى النهار بسبب عوامل الضوء و الحرارة و في الصيف أسرع من الشتاء ، و أقصى سرعة له في نموه تكون ما بين العاشرة و الحادية عشرة صباحاً ، ثم بين الرابعة و السادسة مساءً .
و نمو شعر رأس السيدات أسرع من الرجال و هو عموماً يمر بثلاثة أطوار :-
- طور النمو
- طور السكون
- طور السقوط
و نمو الشعر في الشباب أسرع من نموه في سن الشيخوخة و للتغذية دور و أثر هام في عملية النمو .
و يختلف معدل النمو من مكان لآخر و يتراوح هذا المعدل من ٠.١ إلى ٠.٤ ملليمتر في اليوم و يتجدد الشعر كل ٥ سنوات في الرأس وكل ٣ شهور في الحواجب .
الشعر لا ينمو كله
لقد ثبت أن الشعر لا ينمو كله ، إذ يوجد نحو ١٥ ٪ من الشعر قد ثبت على حاله و توقف نموه , أما الباقي و هو ۸٥٪ من الشعر فهو الذي ينمو .
معدل الشعر في الجسم
- يبلغ معدل الشعر في جسم الإنسان نحو ١/٢ نصف مليون شعرة .
- و لا ينمو الشعر في الكفين أو أخمص القدمين
- و يُغطي حوالي ٩٥٪ من جسم الإنسان
- و يوجد فى رأس الإنسان حوالي ۱۲۰ ألف شعرة
- و في حاجب العينين يوجد ٥٠٠ شعرة تقريباً .
البشرة الأكثر غزارة بالشعر
- يتميز الإنسان الأشقر بأن شعره الأكثر غزارة من غيره و كذلك شعره أرق من شعر الآخرين ويبلغ نحو ١٤٠ ألف شعرة
- يليه الأسود و يبلغ نحو ١٢٠ ألف شعرة
- و يليه الأحمر إذ يبلغ نحو 90 ألف شعرة .
لماذا الشعر الأسود ؟
ان سواد الشعر راجع إلى صبغ القتامين , و إذا قل هذا الصبغ فإنه يتحول إلى اللون الأبيض .
لماذا يتسمر الشعر عند البرد ؟
يتسمر شعر الإنسان فى البرد لأنه يوجد فى الجسم عضلات تتقلص بسبب البرد فيتسمر الشعر ، و يتحول بذلك إلى غطاء واق ضد البرد .
و لماذا يقف الشعر عند الفزع ؟
حين يشعر الإنسان بالفزع و تحدث له قشعريرة تتقلص العضلات التي تتصل بالشعر , فيقف الشعر بسبب ذلك .
الشعر بصمة
أصبح الشعر بصمة ، إذ يتم تحليل الحامض النووى الموجود في الشعر فيمكن التعرف على الشخص من خلال شعره .
و لقد ثبت أن أشكال البصمات تتحدد بعد البلوغ ، و لذلك يستعين رجال الشرطة بالشعر كعامل مساعد في التعرف على الأشخاص .
و قد لوحظ أن آثار التسمم تبقى طويلاً داخل الشعر .
لماذا يختلف شكل الشعر ؟
شكل الشعر يختلف لاعتبارين :-
مكانه في الجسم ، إذ يختلف الشعر في الجسم من مكان لآخر . فشعر الرأس يختلف عن شعر الصدر و عن شعر الساعدين و هكذا .
السلالة ، فالشعر فى الجنس القوقازي يكون ملفوفاً ، و في الجنس المغولي يكون مستطحاً و بين الزنوج يكون مجمداً .
غدد الشعر الدهنية
لكل شعرة غدة دهنية متصلة بها تفرز مادة زيتية القوام لصالح الشعرة و ما حولها من جلد , هذه الغدد تُعرف بالغدد الدهنية .
معدل تساقط الشعر و أسبابه
معدل سقوط الشعر فى اليوم الواحد نحو سبعين شعرة , حيث تعيش الشعرة ما بين عامين أو ثلاثة ثم تبدأ في التساقط ، و لكن أحياناً قد يتساقط الشعر بأعلى من هذا المعدل ، و العوامل التى تؤدي الى كثرة تساقطه كثيرة منها :
- الصدمات و الجروح العميقة.
- التعرض للأشعة خاصة السينية .
- شد الشعر أو الإحتكاك بالفراش .
- تعرضه للهواء الساخن خاصة بعد غسله .
- بعض الكيماويات المستعملة في صبغ الشعر .
- بعض الأمراض الرافعة لدرجة الحرارة (و هذا عامل مؤقت) .
- الأمراض النفسية كالقلق و الاكتئاب .
- الأمراض المزمنة كالسل و السكر و فقر الدم .
- بعد الولادة و أثناء الرضاعة و فى حالات النزيف الحاد .
هذا و يفقد الإنسان خلال عملية تمشيط الشعر و تجديده ما بين ۱۰۰ شعرة و ۱٥٠ شعرة يومياً و بالنسبة لظاهرة الصلع فقد لوحظ أن نحو ثلث الرجال يعانون من الصلع .
يحمي الشعر صاحبه من المؤثرات الخارجية و الصدمات بينما يقوم شعر الأنف بتصفية الهواء الداخل إلى الرئة ، أما شعر الرموش فإنه يقوم بمنع دخول الأجسام الغريبة إلى العينين .
و الشعر عموماً يساهم في تنظيم درجة حرارة الإنسان و يحمي الجسم من الأشعة و الحرارة .
الشعر و الجمال
الشعر على الرأس مظهر من مظاهر الجمال و الزينة و لذلك أُطلق على الحلاق (مزين) لأنه يزين الشعر و بالتالي فهو يزين الانسان وكأن الشعر تاج فوق الرأس .
و لقد اهتم الإنسان بمظهر الشعر و صحته منذ بواكير التاريخ و لذلك كان علاج فروة الرأس يُشغل كثيراً من الاهتمام و كان من أقدم التخصصات في الطب عند المصريين .
و كان الصلع من الموضوعات ذات الأهمية الكبرى التي تُشغل بال الناس في تلك الأزمان السحيقة , و ظهرت في أيام اليونان أدوية بلا عدد لعلاج الشعر في صورة مراهم و مقويات . و قد كتب الطبيب الروماني أورليس كورنيلس عام ٢٥ میلادي باباً كاملاً عن الشعر شخص فيه أمراضه و حاول تقديم العلاج .
و مثلما كان تزيين الشعر و تجميله مظهراً من مظاهر الجمال و الأناقة فإن حلق الشعر كان مظهراً من مظاهر التحقير ، لذلك كان الرومان يتعودون حلق شعر المساجين و المومسات و الخونة ، و كذلك فعل الفرنسيون في حلق شعر النساء اللاتي تعاون مع النازي خلال الحرب العالمية الثانية .
و يُعتبر قطع الشعر بالعنوة عند شعب الآنو الذي يعيش في جزر هوكايدو في شمال اليابان أقسى أنواع العقاب الذي يفقد فيه المرء شرفه , و يُقطع شعر المرأة فى هذه المنطقة إذا كانت تمارس البغاء .
و مازال الاتجاه سائداً عند كثير من الأمم على أن قص شعر المذنبين نوع من أنواع العقاب اذا ارتبط الشعر دائماً بالجمال و العزة . و لا ينبغي أن يتصف مذنب بجمال أو تكون له عزة .