أتى على الإنسان حين من الدهر اعتقد فيه أن الإسفنج نبات ، وذلك لأنه كان وما يزال يبدو كالأعشاب البحرية ، ولأنه أيضاً لا يستجيب إذا لمسه إنسان ولا يتاثر بهذا اللمس سواء من إنسان أو غيره ، و كونه لا يتحرك و يبقى محافظاً على هدوئه, و كونه لا يملك زوائد حسية و لا مخالب لكي يتمكن من إمساك الطعام .
و قد ساد هذا الاعتقاد زمناً إلى أن اكتشف العلماء أنه ليس كذلك و إنما هو حيوان بحري وله نشاطه الخاص به، وأنه يأكل ويتنفس ويتكاثر.
كيف يتناول الإسفنج البحري الطعام ؟
يتناول الإسفنج طعامه بواسطة فتحات مسامية تُسمى المسام الشهيقية , حيث يدخل منها الماء حاملاً معه الغذاء ( البلانكتونات و البكتيريا ) .
ويحرك الحيوان الماء بداخله ، و يدفعه بواسطة أسواط هدبية في اتجاه فتحات أخرى هي الفتحات الزفيرية وذلك بعد أن يحصل على ما قد يكون في الماء من غذاء . وهو يستقبل كميات كبيرة من الماء كي يحصل على حاجاته التي تكفيه ، ومن أجل أن نتصور ذلك نشير إلى أن قطعة الإسفنج التي يكون وزنها ٢٨ جراماً و لكي تتحصل على كفايتها من الطعام فهي بحاجة إلى طن من الماء.
كيف يتنفس حيوان الإسفنج ؟
يتنفس الإسفنج الأكسجين الذائب في الماء - و ذلك بتصفيته داخل قنوات خاصة - خلال مروره ما بين المسام الشهيقية والفتحات الزفيرية .
كيفية تكاثر الإسفنج ؟
أما تكاثر الإسفنج فإنه يتم بدون تزاوج، فالذكر يقوم بإفرز الحيوانات المنوية ، التي تسبح في الماء فتلتقطه الأنثى، وتقوم بتلقيح بويضاتها ، فتتحول إلى بيض يفقس يرقات لها أهداب ، وتعيش كل يرقة منفردة و مستقلة بذاتها.
و قد يحدث أن يتكاثر الإسفنج عن طريق الإنقسام اللاتزاوجي و التبرعم .
أشكال و أنواع الإسفنج
وأشكال الإسفنج عديدة ، فمنه الأشكال المروحية، والأشكال الشجرية ، والأشكال الكروية، والأشكال الصفائحية ومنه إسفنج أصابع الموتى، وهو له أصابع ويوجد على سطحه ثقوب صغيرة .
ومنه الإسفنج الجاميكي ويبدو كالسلة المخططة، وله فتحة قطرها ٢٠ سنتيمتراً ، ويعيش بداخله آلاف الحيوانات المائية الدقيقة ، وهناك أنواع من الإسفنج تبدو كأوعية قديمة متناثرة من سفن غارقة في البحار.
وهناك قرب جزيرة أندروز إسفنج في شكل أنبوبي ذي قمع، و يعيش بداخل هذا القمع الأسماك النجمية والقواقع البحرية حيث تجد لديه الأمان .
ويوجد نوع من الإسفنج اسمه الإسفنج الحفار ، لديه القدرة على أن يحفر ثقوباً في كتل الأسمنت في أرصفة الموانئ .
وألوان الإسفنج متنوعة وعديدة .
يكثر الإسفنج في البحار الدافئة، ويعتبر البحر الأبيض المتوسط من أهم المناطق العالمية لإنتاجه .
وقد أصبح الإسفنج من السلع الهامة في الحياة إذ يدخل في الكثير من الاستخدامات المنزلية المدنية ، وصار مطلبا ضرورياً في الصناعات الحربية، لا سيما وأن الإسفنج الصناعي لا يحل محله في هذه الصناعات.
الإسفنج الصناعي
قد أنتشر الإسفنج الصناعي حيث لم يعد الإسفنج الطبيعي قادراً على الوفاء بمتطلبات الحياة وأصبح الإسفنج يزرع كالخضر، إذ توضع ألواح من الأسمنت المسلح، ويُلصق بها قطع من الإسفنج، وعندما يكتمل نموها تُنزع للإستخدام، وتعد بعد ذلك الألواح لمحصول جديد.
كان الاعتقاد السائد حتى عام 1765م أن الإسفنج نبات ، ولكن العلامة (أليس) لاحظ عند فحصه لأحد الأنواع الإسفنجية الحية أن الماء يدخل من مسامه الجانبية، ويخرج من فتحة عليا بطريقة مطردة، فداخله شك في كون الإسفنج نبات إلى أن جاء العلامة (روبرت جرات) في عام ١٨٢٥م وأكد وأثبت أن الإسفنج حيوان وليس نباتا.
والإسفنج يختلف عن كل الأحياء المائية وغير المائية في العالم في أنه يستعمل الفتحة العليا لا لتناول الطعام بل لإخراج البقايا منها.