إن الأجزاء التي يراها الشخص عادة من الأذن البشرية هي صيوان الأذن والجزء الخارجي من القناة السمعية الخارجية .
أما بقية أجزاء الأذن الأخرى فتقع مختبئة في داخل سلسلة من الغرف الصغيرة المجوفة في العظم الصدغي عند الطرف الداخلي لفتحة الأذن . وبهذه الطريقة فإن التركيبات الأذنية البالغة الرقة تتم حمايتها بصورة رائعة ، في حين أنها تظل في نفس الوقت قادرة على استقبال موجات الصوت من الخارج .
وينظر إخصائيو علم التشريح إلى الأذن عادة على أنها تتكون من ثلاثة أجزاء : الأذن الخارجية ، و الأذن الوسطى ، و الأذن الداخلية .
- وتتكون الأذن الخارجية من الصيوان والقناة السمعية الخارجية ، ووظيفة القناة هي تجميع الموجات الصوتية وحشدها إلى غشاء طبلة الأذن عند نهايتها الداخلية .
- أما الأذن الوسطى فهي حجرة دقيقة تحتوي على ثلاث من عظام الأذن الصغيرة ( هي العظمات السمعية ) وهذه العظيمات مرتبة بحيث تنقل الذبذبات من غشاء الطبلة إلى العضو الحقيقي للسمع ( القوقعة في الأذن الداخلية ) .
- وتتكون الأذن الداخلية من عدة أكياس غشائية متصلة فيما بينها ، وهي تبيت بإحكام في تكهفات في العظم الصدغي ، بلغت من التعقيد في الشكل بحيث سميت ( التيه العظمي ) ، وهذه الأكياس أعضاء حسية رقيقة تمكننا لا من السمع فقط ، ولكنها تزودنا أيضاً بالمعلومات حول مكان وتحركات الرأس.
إعتنِ بأذنيك
« لا تنس غسل أُذنيك ! » ، تلك نصيحة لابد أن كل طفل قد تلقاها ، لأن معظم الأمهات يبدين اهتماماً غير عادي بنظافة الجزء الخارجي من آذان أطفالهن .
ولعل هذه العناية من جانب الأمهات شيء طيب ، لأنه يُبعد اهتمامهن عن الأجزاء البالغة الدقة في الأذن البشرية و التي تقع عند الطرف الداخلي للقناة السمعية الخارجية , فهذه الأجزاء من الأذن من الدقة بحيث قد تؤدي أية محاولة لتنظيفها إلى حدوث كارثة , إذ أنها أجزاء الجسم التي تؤدي وظيفة السمع ، ولحسن الحظ فإنها أبعد من منال أكثر الأبوين إصراراً على الوصول إليها .
الجأ إلى طبيب ليفحص أذنيك
إذا شعرت بأن شيئاً ما ليس على ما يرام بالنسبة لأذنيك ، فإن من الحكمة دائماً أن تزور طبيبك ، وأن توقفه على متاعبك ، إذ أن لديه الكثير من المعلومات والخبرة بما يمكن أن يحدث من اضطراب في آذان الناس ، وستكون لديه أيضاً الآلات الملائمة لفحص أذنيك .
وقد يسألك الطبيب أن تخبره أولاً كيف تُحس باضطراب في أذنيك ، وهل يؤلمانك ، وهل أنت أصم ، أو هل تصاب بالدوخان ؟ ( وعليك أن تتذكر أن أعضاء التوازن جزء من الأذن مثل أعضاء السمع ) .
وقد يتلو ذلك أن يستعمل الطبيب آلة صغيرة تسمى ( منظار الأذن ) , ويوجد بهذه الآلة ضوء صغير ، وعندما تُوضع في أذنك فإنها ستضيء قناة السمع وطبلة الأذن . وقد يسبب لك ذلك القليل من الضيق ، ولكنك إذا جلست ساكناً تماماً فإنك لن تحس بألم ، وسيتمكن الطبيب من الرؤية الواضحة لمنظر أذنك ، وبذلك يمكنه أن يعرف إن كان هناك أي سبب للمرض .
الصمم
إن الصمم من أكثر الأعراض المصاحبة لأمراض الأذن انتشاراً ، ولحسن الحظ ، فإن أكثر أسباب الصمم شيوعاً سببه بسيط جداً . هو الشمع ! ذلك أنه توجد في الجلد الذي يبطن جدران القناة السمعية الخارجية مئات من الغدد الصغيرة التي تفرز المادة الشمعية البنية اللون الموجودة داخل معظم الآذان البشرية .
وعادة ما يجف هذا الشمع الذي يُسمى الصماخ ، ويتحول إلى حبيبات صغيرة ويسقط ، ولكنه أحياناً يتجمع في الأذن حتى يسد القناة تماماً . وعندما يحدث ذلك فإن الموجات السمعية لا تتمكن من الوصول إلى طبلة الأذن ، ويصبح الشخص أصماً بصورة جزئية .
لقد أدركنا أن من الصعوبة والخطر معاً أن يُزيل شخص الشمع من أذنه بنفسه ، لأن من المستحيل عليه أن يرى ماذا يفعل . ولكن هذا الأمر بسيط جداً بالنسبة للطبيب ، فبمجرد أن يرى الشمع بواسطة منظار الأذن فسيعرف تماماً كيف يُزيله .
والطريقة المعتادة لإزالة الشمع هي أن تُحقن الأذن بالماء الدافئ . وتظهر لنا المضخة وكأنها آلة مخيفة ، ولكن في الحقيقة ، رغم أن غسل الأذن بالمضخة ليس شيئاً طبيعياً ، إلا أنه لا يسبب أي أذى بالمرة .
وقد يكون من الضروري أن يضع الطبيب قليلاً من الزيت في أذنيك لمدة يوم أو يومين قبل أن يغسلهما حيث يعمل الزيت على تليين الشمع وجعله أسهل في الإزالة . وقد تُدهش لكمية الشمع التي تخرج من أذنيك ، وعندما تجف أذناك تماماً مرة أخرى فقد تُدهش بدرجة أكبر للطريقة التي يظهر بها كل شخص تتحدث إليه ، وكأنه يصيح بصوت عال .
طبلة الأذن
طبلة الأذن عبارة عن رقيقة رفيعة من الأنسجة الممتدة عبر كل الطرف الداخلي للقناة السمعية ، وخلفها يقع التجويف الصغير المُسمى بالأذن الوسطى .
ويجري بين هذا التجويف و بين البلعوم ممر بالغ الضيق ، ولكنه بالغ الأهمية ويُسمى ( قناة إستاكيوس) و وظيفته أن يدع الهواء يدخل إلى الأذن الوسطى بحيث يصبح الضغط على الناحية الداخلية لطبلة الأذن مماثلاً تماماً للضغط على الناحية الخارجية .
فإذا كان هذان الضغطان غير متساويين ، فإن طبلة الأذن قد تَبرز إما إلى الداخل وإما إلى الخارج، وبذلك تُصبح أقل حساسية لموجات الصوت ، كما تصبح مؤلمة جداً أيضا .
وفي معظم الوقت تكون قناة إستاكيوس مقفلة ، ولكنها تنفتح في كل مرة نبلع فيها الطعام ، وحينئذ يتمكن الهواء من المرور فيها إلى الأذن الوسطى .
هل لاحظت مرة في حياتك إحساساً غريباً في أذنيك عندما تنزل من مرتفع بسرعة و أنت في عربتك ، أو عند نزولك في أحد المصاعد ؟
إن سبب ذلك هو الزيادة في ضغط الهواء في المستوى المنخفض ، مما يسبب بروز طبلة أذنك إلى الداخل . فإذا بلعت فإن الهواء يمر عبر قناة إستاكيوس ويختفى ذلك الإحساس , ويُسمى هذا الإحساس " اختلال الضغط " ، مما یعنی وجود صعوبة مع حدوث تغيرات في ضغط الهواء .
ويحدث نفس الشيء للأشخاص الذين يطيرون في الطائرات ، و لذلك تُعطي المضيفة للركاب أحياناً بعض الحلوى لكى يمتصـوها ويكثروا من البلع ، لكي تتفتح قنوات إستاكيوس ويتعادل الضغط في آذانهم .
سيولة الأذن
ليس نادرا أن يصاب طفل بنوبة من ألم الأذن ، يتبعها سيولة في هذه الأذن , ويُسمى هذا المرض بالتهاب الأذن الوسطى وهو یعني التهاب الجزء المتوسط من الأذن . و تتسبب فيه جراثيم تصل إلى الأذن عبر قناة إستاكيوس
معلومة و تحذير
رغم أن الأجزاء الهامة من الأذن البشرية ليست عرضة للإصابة بالغسيل العادي، إلا أن ذلك لا يعني أنها ليست قابلة لذلك . فقد تحدث الحوادث عرضاً .
وفي الغالب فإن الذي يُصاب أكثر هو الطبلة الرقيقة للأذن . ويحس بعض الناس أحيانا بأكلان في آذانهم ، ويحاولون علاجه بغسل الأذن بالمضخة بأنفسهم ، وهذا أمر بالغ الضرر ، لأن طرف المضخة أو اندفاع الماء ، إذا استعملا بلا خبرة ، قد يخرقان طبلة الأذن .
أما هؤلاء الذين يحاولون إراحة أنفسهم بالهرش داخل آذانهم بوساطة آلة صغيرة مثل القلم أو إبرة الخياطة ، فهم أكثر حماقة فعلاً .
وتُصاب طبلة الأذن أحياناً بالتغيرات المفاجئة في الضغط . وقد يحدث ذلك للسباحين أثناء غطسهم في الماء ، أو أثناء الغطس البالغ العمق . ولحسن الحظ فإن زاوية القناة السمعية تسمح للماء بالدخول فيها ببطء شديد أثناء الغطس ، ولا تتعرض طبلة الأذن فجأة إلى ضغط ماء بالغ الارتفاع .