كلنا نأكل الموز ، فهو فاكهة شعبية عالمية , و لأهميته الغذائية سُمي بطعام الفلاسفة لأنه يزيد القدرة على التفكير و التركيز و لفوائده الصحية الجمة, و لكن بعيداً عن فوائد الموز الصحية ( لأنه تم استعراضها في موضوع الفواكه الشافية ( الموز ) ) هل سألت نفسك يوماً بالطريقة التي ينمو بها ؟ أو المكان الذي يرد منه؟
الموز فاكهة استوائية ، موطنه الأصلي منطقة إندونيسيا و جنوب شرق آسيا . وينمو الموز البري هناك في الغابة ، و تمتلىء ثمرته الصغيرة بلب حمضي المذاق ، و بذور صلبة كالنوى ، ويكاد لا يمكن أكله، ومن هذا النبات البري أُنتج الموز الذي يؤكل ، وذلك بالانتخاب والاستزراع في الأزمنة الأولى .
وعندما بدأ مهد المسيح كانت الثمرة قد عُرفت جيداً في آسيا و دول البحر المتوسط. و عندما استقر الأسبان في أمريكا الجنوبية ، في القرن السادس عشر ، زرعوا الموز هناك وأدركوا أنه ينمو نمواً غاية في الجودة ، ويوجد الآن كثير من مزارع الموز في أمريكا الجنوبية والوسطى وجزر الهند الغربية .
كما يُزرع أيضاً في الشرق الأقصى - موطنه الأصلي - للإستهلاك المحلي تقريباً .
والنباتات تنمو نمواً مستمراً وتُزهر وتُثمر في الجو الاستوائي الحار الرطب ، وتستمر على مدار السنة عمليات الزرع والرش ضد الآفات وجمع الثمار .
ويُقطف الموز ويُشحن في البواخر وهو مازال أخضر ، و ينضج أثناء التخزين أو النقل .
ويحتاج الموز إلى مناخ غزير المطر ، إلا أنه يمكن زراعته في الأماكن الجافة ما دامت التربة مناسبة ، وطريقة الري المستخدمة هنا غريبة نوعاً ما ، إذ تُعطى النباتات مطراً صناعياً ، وذلك بضخ الماء فوق المَزارع ورشه بعد ذلك من فتحات في أنابيب أفقية عالية .
ولا يُزرع الموز أبداً بالبذور ، وإنما يكون انتشاره بزراعة قطع من الريزوم ، ومن البراعم الموجودة على هذه القطع ( وهي شبية في ذلك بالعيون الموجودة في البطاطا )، تنمو إلى أعلى نباتات جديدة في سرعة مذهلة حتى يصل ارتفاعها ما بين. ۷ - ۱۰ امتار تقريباً ، وتصل في الظروف الجيدة إلى أقصى ارتفاعها ، وتحمل الثمار في أقل من سنة، ويحمل كل نبات عنقوداً واحداً من الثمار ثم يذوي ويموت ، إلا أن الريزوم الذي تم إنتاجه يستمر في إرسال السيقان لأعلى سنة تلو سنة.
نبات الموز
إن أغرب ما في نبات الموز ، هو أن ساقه تقع كلها تحت الأرض ، وهي تمتد أفقياً تحت الأرض و تُعطي جذوراً إلى أسفل و براعماً ، و أغصاناً إلى أعلى . و يُطلق على السيقان التي من هذا النوع بالريزومات .
و يبدو النبات كما لو كان له جذع شبيه بجذع شجرة أو شجيرة , والحقيقة أنه يتكون من قواعد الأوراق المتراكبة فوق بعضها ، وهو رخو إلى درجة أنه يمكن اقتطاعه بسهولة بضربة واحدة من منجل رغم أن قطره قد يبلغ ٢٥ سنتيمتراً .
أوراق الموز
يتكون نبات الموز من حوالي 10 ورقات تكون قواعدها الجذع , والأوراق ضخمة يصل طولها ما بين 2م إلى 2.5 م و عرضها ما بين ثلث متر إلى ثلثي المتر. و هي تنمو متجهة إلى الخارج على شكل تاج يشبه بما في شجرة النخيل .
و نتيجة للرياح سرعان ما تتشقق الأوراق من حوافها حتى العرق الوسطي محاداةً للعروق , و لذلك لا تبقى كاملة لمدة طويلة .
أزهار فاكهة الموز
بعد حوالي عشرة شهور من النمو تتكون نورة في قمة النبات . وتصطف الأزهار عليها في مجموعات نصف دائرية تُسمى السوارات.
ويُغطي كل غلاف قنابة لحمية قرمزية اللون تسقط عندما تبدأ الثمار في النمو .
وبنمو الأزهار ، يستطيل الحامل الزهري فتتباعد السوارات عن بعضها و تبدأ إنحناءً إلى أسفل .
ثمرة الموز
عنقود موز |
عندما تتحول الأزهار إلى ثمار ، تنحني إلى أعلى وتكون مجموعات ( تقابل سوارات الأزهار ) تُعرف باسم الكفوف . وتحتوي كل من هذه الكفوف على 10 إلى ٢٠ اصبع موز ، و مجموع الكفوف التى تخرج من الساق تؤلف عنقوداً واحداً قد يحتوي على ۲۰۰ موزة . و عليه تكون عملية القطف شاقة جداً.
كف موز |
وتُصنف الثمرة في علم النبات على أنها من نوع الثمار اللبية ويحتوي الموز البري على بذور ، أما المستزرع فلا يحدث فيه ذلك أبداً ( وإن كان يحتوي بقايا بذور هي السوداء الصغيرة الموجودة في وسط الموزة ، و التي بالإمكان رؤيتها بسهولة لو قطعنا الثمرة قطعاً عرضياً .
بما يمتاز الموز ؟؟
يُزرع الموز و يُباع بكميات ضخمة لعدة أسباب:-
- فهو لذيذ الطعم ، وربما كان أطيب شيء إذا هرست ثماره مع قليل من السكر والكريمة .
- وهو سهل الهضم .
- والسكرايات التي يحتويها من نوع يسهل على جسم الإنسان هضمه وامتصاصه ، غير أن هضمه لا يكون سهلاً إذا ما أُبتلع في شكل كتل ، ولذا يجب هرسه قبل تقديمه للأطفال أو المرضى .
- وهو صحي لأنك عندما تنزع قشرة الموز فلا شك حينئذ أن لبها لم تمسسه يد قبل أن تتناوله .
- يُقشر بغير سكين و أكله بسهوله .
- كما أن عصيره غير لزج .
سلالات الموز
يوجد حوالي ٢٠٠ سلالة من الموز تنتمي كلها إلى حوالي 30 نوعاً . وأهم نوعين هما : -
- موزا سابينتم Musa sapientum . وهو الموز الأصفر العادي الذي نبتاعه من محلات الخضار و الفواكه ، ولحمه طري حلو , ويؤكل غير مطهي عادة . وهو يُسمى كذلك موز جامایکا Jamaica Banana .
- موزا پارادیسیاکا Musa paradisiaca وهو المعروف باسم موز الجنة , ذو ثمار أكبر من موز جامايكا ، إذ يصل طولها حتى 30 سنتيمتراً ، ويُستعمل كغذاء رئيسي في بعض البلاد الأمريكية الإستوائية ( كما يستعمل الشرقيون الأرز و البلاد الغربية الخبز ) . ولحمه نشوي متماسك يُطهى قبل أكله .
الدول الرئيسية المُصدرة للموز
- الإكوادور
- هندوراس
- كوستاريكا
- جزر الكناري
- بنما
- البرازيل
- كولومبيا
- جواتيمالا
- جمايكا
- ساحل العاج
الدول الأكثر استراداً للموز
- الولايات المتحدة الأمريكية
- المانيا
- فرنسا
- بريطانيا
- الأرجنتين
- كندا
- اسبانيا
- إيطاليا
- هولندا
- السويد
فوائد الموز غير الغذائية
- يُنتج الجذع في أحد أنواع الموز أليافاً تُعرف باسم قنب مانيلا تُصنع منه الحبال و الأقمشة.
- تُستعمل أوراق الموز في إفريقيا الاستوائية لسقف الأكواخ.
- يمكن عمل دقيق من الموز المجفف.
تصنيف الموز
الجنس : موزا
الفصيلة : الموزية
الرتبة : الزنجبارية
الطائفة : ذوات الفلقة الواحدة
القسم : مغطاة البذور
المملكة : النباتية