يشتهر الطبيب البيطري عادة بأنه:
- رجل كفء
- رجل أشبه بالشاعر
- عاطفي يحب الحيوان
- و أحياناً يُقال عنه كطبيب أنه أكثر سعادة من الأطباء البشريين, و ذلك لأن مرضاه لا تستطيع الإحتجاج بأنها لم تلق العناية الكافية!
و الواقع أن الطب البيطري الحديث علم و مهنة جادة, و الذين يدرسونه و يتعمقون في بحوره, يجب أن يكون لديهم استعداد ثقافي و فني ممتاز.
نبذة تاريخية عن الطب البيطري
- كان الإنسان و الحيوان في العصور القديمة , يعالج كليهما طبيب واحد, و كانت الأدوية بصفة عامة واحدة للجميع, و تتركب عادة من دهانات بدائية و وصفات سحرية.
- و في القبائل البدائية, كان لموت الحيوان نفس الأهمية التي لموت الإنسان, و كان شفاء أحدهما نفس الأهمية كما للآخر.
- و بتزايد المدن, و بالتالي تزايد عدد السكان من البشر, أخذ الأطباء يقللون من اهتمامهم شيئاً فشيئاً بعلاج الحيوان, و تركوا هذه المهمة لأفراد على قسط ضئيل من العلم, يؤدون عملهم بطريقة روتينية, و كانوا يُعتبرون غير أكفاء لعلاج الإنسان.
- و منذ ذلك الوقت, أخذ الطب البشري و الطب البيطري يتباعدان, و أخذت المسافة بينهما تتسع, و أصبح الأول ( الطب البشري ) فناً مقدساً, و الثاني ( الطب البيطري ) مجرد مهنة يتضاءل تقديرها بالتدريج. مما استدعى إهمال علاج الحيوان على مر القرون.
- غير أنه مع عصر النهضة, أخذت هذه المهنة تستعيد أهميتها. و في ذلك العصر كان كل ما يتصل بالطبيعة يثير اهتمام و احترام رجال العلم. و مع ذلك فإن التقدم الذي أحرزه الطب البيطري لم يكن إلا تقدماً بسيطاً.
- أما التقدم الحقيقي فلم يظهر أثره إلا في القرن الثامن عشر, حين اتخذت جميع مظاهر الحياة أهمية بالغة, حتى و لو كانت تلك المظاهر تتعلق بالحيوان.
- في القرن التاسع عشر, أخذ الطب البيطري يحتل مكانة مرموقة في مجال العلوم و الحياة الإجتماعية.
- و أخيراً و في النصف الأول من القرن العشرين, تأكد مركزه كعنصر هام من عناصر التقدم في كل بلد متحضر.
منشأ التسمية البيطرية
كان الرومان أول من أطلق اسم الطبيب البيطري على فن علاج الحيوان, و كانت الحيوانات الوحيدة التي يهتمون بها هي فصيلة الجياد, و بصفة خاصة دواب الحمل و الركوب و الجر, لأنها كانت وسيلة النقل الوحيدة في ذلك العصر.
و كانت دواب الحمل تُسمى ANIMALIA VETERINA , و من هنا نشأت الكلمة الإفرنجية VETERINARY لتدل على فن علاج أمراض الحيوان.
ما هي الحيوانات الي يتم علاجها في الطب البيطري؟
حتى القرن الماضي, كان الجواد و ما شابهه من الحيوان مثل الحمار و البغل شديد الصلة بالحياة اليومية للإنسان كوسيلة من وسائل النقل, و لهذا كان الهدف الرئيسي للطب البيطري التقليدي, و كان من غير المألوف علاج الكلاب أو غيرها من الحيوان.
مع اختراع المحرك الآلي, أخذ الجواد يفقد أهميته شيئاً فشيئاً, و في الوقت نفسه و نظراً للزيادة الهائلة في عدد السكان في العالم, بدأت تربية البقر و الخنازير لسد حاجة الإنسان الغذائية.
و إلى جانب أمراض البقر, بدأ الإهتمام في القرن الماضي بدراسة أمراض الكلاب دراسة جدية, و في بادىء الأمر كان هذا الحيوان يُعتبر حيواناً كمالياً تجري تربيته لأغراض الصيد أو كصديق للإنسان في الطبقات الميسورة الحال. و لكن بتقدم الزمن, اكتسب هذا الحيوان عطف جميع الطبقات.
في السنوات الأخيرة, أخذ الطب البيطري يهتم أيضاً بالأمراض التي تُصيب فصائل أخرى من الحيوان التي هيأ التقدم الفني الحديث أمر تربيتها على أساس علمي و على نطاق واسع, مثل حيوان و طيور المزرعة كالدجاج و الأوز و البط.... و كذلك حيوانات الفراء كالسنجاب.
و أخيراً يجب أن نتذكر أن بعض الأطباء البيطريين يتخصصون في علاج الحيوانات المفترسة الموجودة بحدائق الحيوان.