كانت مكانة المرأة لدى أغلب الأمم في العصور القديمة في وضع قاسي و مُذل و مُهين .
و تالياً إستعراض لوضع المرأة لدى الأمم و الديانات القديمة:
مكانة المرأة اليونانية قديماً
كانت بلاد اليونان أكثر الأمم حضارة ومدنية في العصور القديمة ,وكانت أثينا مدينة الفلسفة والطب و الحكمة والعلم.
ومع ذلك كانت المرأة اليونانية لدى الأثينيين القدماء تباع وتشترى، كأنها سلعة من السلع التجارية، وكانت نظرتهم إليها كأنها رجساً من عمل الشيطان, ولم يُسمح لها إلا بتربية الأطفال و بتدبير شؤون البيت .
وكان يُسمح للرجل في أثينا أن يتزوج أي عدد يريده من النساء بلا قيد ولا شرط، أما الرجل في إسبرطة من اليونان القديمة فكان لا يسمح له أن يتزوج أكثر من امرأة واحدة إلا عند الضرورة.
وسوف تتعجب إذا عرفت أن المرأة الإسبرطية قديماً كان يسمح لها بتعدد الأزواج. وهذه تُعد عادة من أقبح العادات. هذه حال المرأة اليونانية المتمدنة قديماً.
مكانة المرأة عند الرومان قديماً
المرأة الرومانية كانت تقاسي من تعدد الزوجات عند الرومان في العرف لا في القانون.
لكن (فالِنْتَيان) الثاني العاهل الروماني قد أصدر أمراً رسمياً أجاز فيه لكل روماني أن يتزوج أكثر من امرأة إذا شاء وأراد. ولم يستنكر رؤساء الدين الأساقفة تعدد الزوجات. وقد حذا حذو (فالنتيان) كل من أتى بعده.
و قد استمر تعدد الزوجات منتشراً بين الرومانيين حتى أتى (جوستنيان) فسن القوانين التي تمنع تعدد الزوجات.ِ
ولكن الرجال من الرومانيين استمروا على عادتهم في أن يتزوجوا أكثر من واحدة. ولم تبالِ الأكثرية من الرومانيين تلك القوانين الجديدة التي تمنع التعدد، واستمر الرؤساء والحكام يرضون شهواتهم بالإكثار من الزوجات.
وتساهل رجال الدين وسمحوا للراغبين في التزوج بأكثر من واحدة بتحقيق رغباتهم ومطالبهم، فكان الرئيس الديني يعطي ترخيصاً بذلك لمن يريد، وعلى هذا استمر الرومانيون على عادتهم من تعدد الزوجات وكانت المرأة عندهم تعامل معاملة القاصر.
وأقرت المسيحية ما أقرته ديانة موسى في الزواج، واستمر رجال الكنيسة يجيزون تعدد الزوجات حتى القرن السابع عشر ولم يمنعوا التعدد إلا بعد هذا القرن.
مكانة المرأة اليهودية قديماً
كان بعض اليهود يعدون المرأة اليهودية في منزلة خادم، وكان الأب يسمح له أن يبيع ابنته وهي صغيرة، ويتسلم ثمنها.
وكانت الفتاة اليهودية لا ترث شيئاً من أبيها إلا في حالة واحدة وهي إذا لم يترك الأب أحداً من الأبناء بعد وفاته، فإذا كان له أبناء حرمت ابنته الميراث.
وكان الرجل من بني اسرائيل يتزوج أي عدد من النساء كما يريد من غير تقييد أو حدود.
مكانة المرأة عند الفرس قديماً
كانت المرأة عند الفرس ينظر إليها نظرة كلها احتقار، وقد استمرت مهضومة الحق، مجهولة القدر، مظلومة في المعاملة.
مكانة المرأة الهندية قديماً
كانت المرأة الهندية لا حق لها في الحياة بعد موت زوجها، فإذا توفي الزوج جيء بها لتحرق على جثة الميت وهي حية.
مكانة المرأة العربية في الجاهلية
كانت المرأة تعد جزءاً من ثروة أبيها أو زوجها عند بعض العرب في الجاهلية , وكان ابن الرجل المتوفى يرث أرملة أبيه بعد وفاة والده.
وقد كان العرب قبل الإسلام يرثون النساء كرهاً، فيأتي الوارث ويلقي ثوبه على أرملة أبيه ثم يقول: ورثتها كما ورثت مال أبي، و إن أراد أن يتزوج زوجة أبيه الأرملة تزوجها بدون مهر، أو زوجها لغيره وتسلم مهرها ممن يتزوجها، أو حرّم عليها أن تتزوج كي يرثها بعد موتها.
وكانت النساء يُمنعون من الزواج في الجاهلية، فالابن الوارث كان يمنع زوجة أبيه من الزواج، حتى تعطيه ما أخذته من ميراث أبيه، و الإبنة تُمنع من الزواج حتى تترك لأبيها ما تملكه، والرجل الذي يطلق زوجته يمنع مطلقته من الزواج حتى يأخذ منها ما يشاء، والزوج المبغض لزوجته يسيء عشرتها ولا يطلقها حتى ترد إليه مهرها.
وكانوا لا يعدلون بين النساء في النفقة والمعاشرة.
وكان الرجل قبل الإسلام إذا أراد أن يتزوج زوجاً أخرى أساء إلى زوجنه الأولى ورماها في عرضها وأنفق ما أخذه منها على امرأة غيرها يريد أن يتزوجها.
وكانت المرأة في الجاهلية تعد متاعاً من الأمتعة يتصرف فيها الزوج كيفما شاء، وقد يتنازل الزوج عن زوجته لغيره بمقابل أو بغير مقابل سواء أقبلت هي أم لم تقبل.
وأد البنات
كان العرب في الجاهلية يقتلون بناتهم عند ولادتهن خوفاً من العار، ويقتلون أبناءهم خوفاً من الفقر,وكان بعضهم يدفن ابنته وهي حية مخافة أن تأكل من طعامهم.
إن المرأة في الجاهلية إذا حملت حفرت حفرة و إذا جاءها المخاض تمخضت على رأسها، فإذا كان المولود بنتاً رمت بها في الحفرة وردت التراب عليها حتى تموت.
جاء الإسلام فحرّم وأد البنات وقتل الأبناء، لأنه لا ذنب للبنات ولا ذنب للأبناء وقد خلقهم الله جميعاً وكفل وضمن لآبائهم وأمهاتهم الرزق، فهو الرزاق للآباء والأمهات والأطفال.
فالإسلام دين الرحمة والشفقة والعطف والإنسانية لا دين القسوة والغلظة والوحشية.