يحتاج جسم الإنسان إلى عناصر غذائية أو مواد قابلة للتمثل كي تولد عنده الحركة والحرارة وهما دليل الحياة وبدونهما ينشر الموت سحبه على هذا الجسم .
إذا تناول الإنسان أو الحيوان غذاء ما , يتعرض هذا الغذاء إلى سلسلة تفاعلات كيميائية حيوية يقصد منها تهيئته للتمثل أو بالأصح تهيئته للإنفجار الذري وتحويل تركيبه المعقد بانفلاق ذراته إلى العناصر الأساسية التي تتكون منها الحجيرة وهذه العناصر هي : الفحم ، الأكسجين ، الهيدروجين ، والآزوت .
وكما أن تحطيم الذرة في الصناعة تنجم عنه حركة وحرارة إذا كان هذا التحطيم محدوداً وضمن حدود يمكن التحكم فيها.
كذلك فإن تحطيم ذرات الغذاء يكسب الجسم قوة وحرارة, فتنبعث من ذراته الحياة ويتولد فيها النشاط.
أما إذا كان تحطيم الذرة غير خاضع للأنظمة والقيود فإنه يغدو محرقاً ومهلكاً ينشر الموت في سحب كثيفة تخيم على جميع ما يلامسه من عناصر الحياة .
وكذلك الغذاء فإنه يبدو ساماً مميتاً لمتناوله إذا لم يقيده صاحبه بقيود تحد من انفجارات ذراته المتوالية وحرق الحجيرات وتسميمها .
العناصر الغذائية اللازمة لبناء الجسم و إدامة حياته
- المواد السكرية وتسمى ماءات الفحم أو المواد الهيدروكربونية : ومتواجدة في النشويات و السكاكر التي في البطاطا و القمح و الحبوب و الأرز .
- المواد البروتينية أو الآزوتية وتسمى بالزلالية : وهي موجودة في اللحم والبيض والجبن والبقول والحبوب .
- الدهون وتسمى بالشحمية : وتشمل الزيوت الحيوانية والنباتية والدهون .
- يضاف إلى هذه المجموعات الثلاث عناصر أخرى كالماء الضروري لتكوين وسط للتفاعلات الكيميائية الحيوية في البدن ، ولتنحل فيه العناصر اللازمة ويسهل انتقالها عندئذ في الودق والمجاري .
- و الفيتامينات التي تساعد على تمثل المواد الآنفة الذكر أو بتعبير آخر على حسن توجيه انفلاق ذرات المواد الغذائية .
ومن المهم أن نعرف أن المواد النشوية تتفكك ذراتها بتأثير عصارات الفم والمعدة والمعي وتتحول إلى سكاكر بسيطة تمتص من الأمعاء مارة بالكبد التي تدخر قسم كبيراً منها إلى حين الحاجة أو الصوم أو الفاقة الغذائية مطبقة قانون التقنين ( الكوتا ) .
والقسم الآخر يحترق ناشراً القدرة الحرارية وباعثاً الحركة في جسم مستعمله فإذا كان الوارد أكثر من طاقة المحترق الذي يستوعب المدخرات تحولت المواد النشوية والسكاكر إلى مواد شحمية للادخار فتتراكم بشكل طبقات تحت الجلد وفي الأحشاء لذلك ينصح البدين بعدم الإكثار من هذه المواد .
وتتفكك ذرات المواد البروتينية أو الحينية بتأثير العصارات الهاضمة لتتحول إلى عناصرها الأولية :
الحموض الأمينية البسيطة التي يتمثلها الجسم بعد ساعات ولا يدخر منها شيئاً .
ويدخل في صف هذه المواد البروتينات الحيوانية (اللحوم والأسماك والبيض والحليب) والبروتينات النباتية (البطاطا والقمح والحبوب).
أما المواد الدهنية أو الشحمية فهي خلافاً للمواد السابقة يمكن ادخارها في الجسم بشكلها الصرف تقريباً مع قليل من الماء إذ أنها تنفذ إلى الدوران الدموي فالكبد بعد تعرضها إلى العصارات المعدية والمعوية، ويتطلب هضم المواد الدهنية وجود الصفراء وسلامة الكبد . لذلك تمنع المواد الدهنية عن المؤوفة أكبادهم .