يقصد بالقيمة الحرارية للغذاء مقدار السعرات الحرارية الموجودة في واحد غرام من المادة الغذائية .
فمن المعروف أن واحد غرام من الدهون يحتوي على حوالي 9 سعرات حرارية .
وواحد غرام من البروتين أو الكربوهيدرات يحتوي على 4 سعرات حرارية تقريباً .
وهناك كم هائل من الأطعمة والأغذية المختلفة والمشروبات التي يتناولها الإنسان وتتمييز هذه المأكولات والمشروبات في قيمتها الغذائية بالمعنى البيولوجي والفسيولوجي وقيمتها الحرارية بالمعنى الفيزيائي .
و سوف نتحدث هنا عن القيمة الحرارية أي عدد السعرات الحرارية التي يقدمها الغذاء إلى الجسم ليمكنه من القيام بمختلف نشاطاته الحيوية .
ما هي السعرات الحرارية للغذاء و أهميتها
تدخل الدهون والبروتينات والكربوهيدرات بنسب متفاوتة في تركيب المواد الغذائية المختلفة .
ولذلك فمن الأسهل من الناحية العملية أن نتحدث عن القيمة الحرارية للطعام لغايات عمليات حساب الطاقة في إعداد الوجبات الغذائية مع التأكيد على ضرورة توازن الغذاء من الناحية البيولوجية والفسيولوجية أي ضرورة احتوائه على النسب اللازمة من كافة العناصر الغذائية .
ويجب الإنتباه هنا أنك تستطيع تناول كمية كبيرة من بعض أنواع الطعام ذات المحتوى الحراري المنخفض دون أن تصاب بالسمنة.
بينما قد يؤدي تناول كميات قليلة من بعض الأطعمة ذات المحتوى الحراري المرتفع إلى تراكم الدهون والإصابة بالسمنة ، وعليك أن تنتبه إلى هذه النقطة إذا أردت المحافظة على الوزن المناسب أو أردت التخلص من الوزن الزائد .
عند تناول كميات كبيرة من بعض المواد الغذائية ذات المحتوى الحراري المنخفض يحميك من زيادة الوزن وفي نفس الوقت فإن الحجم الكبير لهذه المواد سوف يساعدك للوصول بسرعة إلى الإحساس بامتلاء المعدة وبالتالي الإحساس بالشبع والتوقف عن تناول المزيد من الطعام .
في حين أن تناولك لكميات أقل من المواد الغذائية ذات المحتوى الحراري العالي سوف يعطيك كمية أكبر من السعرات الحرارية والتي قد تكون زائدة عن احتياجاتك اليومية مما يزيد من مخزون الطاقة لديك أي ازدياد كمية الدهون في جسمك .
كما أن الحجم القليل لهذه المأكولات نسبة إلى محتواها من الطاقة لا يكفي لإعطاء الشخص شعوراً بالامتلاء إلا بعد تناول كمية أكبر بكثير من احتياجاته من الطاقة مما يزيد من نسبة الطاقة المخزونة على شكل دهون في جسمه .
ومن هنا يصبح واضحاً ما يقوله العديدين من المصابين بالسمنة إذ يقولون:
أنهم يتناولون القليل من الطعام على شكل همبرغر أو سندويشات بالزبدة أو الجبنة عالية الدسم أو الشوكولا أو المقالي والفلافل أو ما شابه ذلك والتي من صغر حجمها إلا أنها تحتوي على قدر كبير من السعرات الحرارية على شكل دهون تحضر بها تلك الوجبات السريعة .
وأود التذكير هنا أن هذا الكلام لا يعني بأي حال من الأحوال الدعوة إلى الإبتعاد المطلق عن هذه المواد الغذائية الهامة ولكن لا بد من تناولها باعتدال شديد ويفضل أن تحتوي وجباتنا الغذائية على جميع هذه المواد بنسب معقولة بحيث نحقق عدة أهداف في آن واحد تتمثل في :
- أن يكون الغذاء محتوياً على الكمية الكافية من السعرات الحرارية .
- أن يكون حجم الوجبة الغذائية كافياً لإعطائنا احساساً بالإمتلاء .
- أن يكون الغذاء متنوعاً لتأمين كافة العناصر الغذائية اللازمة للجسم .
- أن يكون الغذاء ذو مظهر ورائحة وطعم ودرجة حرارة مناسبة لإضفاء المتعة على تناول الطعام وتحسين الشهية مما يحسن عمليات الهضم فيما بعد ويعطي إحساساً بالارتياح والنشاط والقوة والمزاج الجيد مما ينعكس على نشاطات الجسم المختلفة بشكل إيجابي .
عزيزي القارئ إن تطبيقك لهذه المعلومات المبني على وعيك بأهميتها سوف يريحك من كثير من العناء إذا أردت المحافظة على وزنك وصحتك ضمن الحد المعقول دون عناء اتباع الحميات الغذائية المرهقة والتي تستدعي احتساب السعرات الحرارية في كل ما تأكل أو تشرب أو تلزمك ضرورة تناول غذاء معين بعينه وتحرم عليك تناول غذاء آخر بدعوى أن ذلك سوف يؤدي إلى إفشال تلك الحمية الغذائية .
ولمزيد من التبسيط وإعطاء فكرة مبسطة عن المحتوى الحراري للأغذية المختلفة أسوق الجدول التالي الذي يعطي صورة أوضح عن المحتوى الحراري لبعض الأطعمة مقارنة بالمحتوى الحراري ل 100 غرام من الزيت أوالسمن :
المحتوى الحراري لبعض الأطعمة مقارنة بالمحتوى الحراري ل 100 غرام من الزيت أو السمن
ويمكن تعداد عدد كبير من الخضراوات والفواكه التي تؤكل طازجة أو تطبخ عن طريق السلق أو الشوي أو الطهي العادي عدا القلي الذي يرفع المحتوى الحراري للمادة المقلية بدرجة كبيرة .
ولتوضيح أثر القلي على المحتوى الحراري للأطعمة المختلفة أرجو النظر إلى الجدول التالي الذي يوضح المحتوى الحراري لبعض المواد تبعاً لطريقة التحضير :
المحتوى الحراري لبعض المواد حسب طريقة التحضير
وهكذا يتضح لنا أثر طريقة الطهي على المحتوى الحراري للطعام.
إذ أن للقلي بالزيت أو السمن أو إضافة كميات كبيرة من الدهون إلى الطعام ترفع محتواه الحراري بدرجة كبيرة .
وأن الإنتباه إلى هذه الحيثية وإدراك ربات البيوت والقائمين على إعداد الطعام في المرافق المعنية يساهم بدرجة كبيرة في الحد من السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد وبالتالي يساهم في الوقاية من السمنة من جهة وعدم تفاقمها من جهة أخرى ويشكل حجراً من أحجار الزاوية في التخلص منها على مستوى الفرد أوالجماعة .
وهناك كم هائل من الوجبات الشعبية مثل الفلافل والمعجنات المقلية كالصفيحة والسامبوسك والكبة وأنواع من الأطباق التي تقدم على شكل مقالي مثل البطاطا والباذنجان والكوسا والبندورة وغيرها.
أو السندويشات المحتوية على هذه الأطعمة المقلية وأنواع من اللحوم الدسمة والتي تقدم على نطاق واسع في مطاعم الوجبات السريعة نظراً لقلة تكلفتها وسرعة تحضيرها وخاصة في المدارس والجامعات وأماكن التجمعات الصناعية والتجارية المختلفة والأماكن السياحية..
والتي يجب تناولها بأقل قدر ممكن وعدم المداومة على أكلها بشكل دائم وبكميات كبيرة مما يؤدي بلا شك إلى تفاقم مشكلة السمنة ويجعل التخلص منها من غير المستطاع .
وهناك عدد من المواد الغذائية التي تؤكل لوحدها أو تضاف إلى أطعمة أخرى للتحسين من مذاقها أو منظرها أو للتسلية وتمتاز بمحتوى عالي من السعرات الحرارية وفيما يلي جدول يبين المحتوى الحراري لبعض هذه المواد المكافئ ل 100 غم من الزيت :
السعرات الحرارية لمواد تُضاف إلى الأطعمة لتحسين مذاقها أو منظرها
ويلحق بهذه المواد معظم أنواع البسكويت والحلويات.
وخاصة المضاف إليها مختلف أنواع المكسرات أو الكريمات أو الشوكولا والتي تقدم في كثير من المناسبات الاجتماعية والأعياد الرسمية وغير الرسمية..
والتي دخل بعضها كجزء من التراث الشعبي ولا يمكن الاستغناء عنها في كثير من الاحيان.
إلا أنه يجب التأكيد على عدم الإسراف في تناول هذه المأكولات ولا بأس بتناول كميات معتدلة وفي المناسبات الاجتماعية فقط وعدم إدخالها في نمط مسلكنا الغذائي اليومي والمعتاد كونها حتماً تؤدي بنا إلى زيادة الوزن وتفاقم مشكلة السمنة .