مي زيادة و إبراهيم طوقان من أشهر الأدباء العرب في تاريخ الأدب المعاصر
من هي مي زيادة
ولدت الانسة مي زيادة في مدينة الناصرة بفلسطين عام 1895 ، ووالدها الياس زيادة من لبنان ، ووالدتها سيدة متعلمة من فلسطين . كانت ( مي ) تدعى ( ماري ) ولكنها رغبت عن هذا الاسم واستبدلت به اسما عربياً هو ( مي ) .
تعلمت في مدرسة الراهبات في عينطورة في لبنان ، وفي هذه الاثناء كانت تنظم الشعر بالفرنسية .وقد نصحها بعض الذين كانوا يحيطون بها ان تدرس اللغة العربية .
وكان ابوها يصدر جريدة ( المحروسة ) فأخذت تطالع باهتمام بالغ كل ما يكتبه كبار الكتاب في هذه الجريدة حتى تكونت لديها ملكة عربية شجعتها على ترجمة رواية فرنسية بعنوان ( رجوع الموجة ) .
وقد درست مي الفرنسية والعربية والانجليزية وترجمت عن اللغة الالمانية رواية ( ابتسامات ودموع ) .
وقد تعرفت الى عدد من مشاهير الادباء في عصرها منهم : جبران خليل جبران ، والدكتور زكي مبارك ، وعباس العقاد ، واحمد لطفي ، وغيرهم .
وكان يجتمع في بيتها عدد من الأدباء والشعراء والكتاب في كل يوم ثلاثاء ، تحت رئاسة اسماعيل صبري باشا .
واشتركت مي بتأسيس منتدى ادبي التقى فيه عدد من رجال العلم والادب من العرب والمستشرقين .
وفي احد الاجتماعات نصحها احمد لطفي السيد بقراءة القرآن الكريم ، استمع اليها وهي تتحدث عن ذلك فتقول : ( وفي عام 1914 ارادوا ان يؤسسوا نادياً ادبياً مختلطاً من الشرقيين والغربيين فدعيت الى الاشتراك فيه وكان بعض المجتمعين فيه من الوزراء السابقين والعلماء والادباء وكبار القوم .
وفي هذا الاجتماع قال احمد لطفي السيد اثناء حديثه معي :
لابد لك يا انسة من تلاوة القران الكريم لكي تقتبسي من فصاحة اسلوبه وبلاغته ، فقلت له : ليس عندي نسخة من القران ، قال : انا اهدي اليك نسخة منه ، وبعث لي به مع كتب اخرى ، فابتدأت افهم اتجاه الاسلوب العربي وما في القران من روعة جذابة ساعدتني على تنسيق كتاباتي ) .
وقد توفيت مي زيادة في لبنان سنة 1941 .
كانت مي نادرة الذكاء ، واسعة الاطلاع ، قوية الجاذبية ، تتكلم بسهولة وبلغة صحيحة ، بينما تنتشر في عينيها وعلى شفتيها سحابة لطيفة من الهدوء والروعة . وكانت الى جانب ذلك عميقة الاحساس رقيقة المشاعر ، وقد اورثها موت ابيها حزناً عميقاً يظهر في كتاباتها المتأخرة بصورة واضحة .
أسلوب مي زيادة
- تناسق الاسلوب ورقة التعبيرات وسهولة اللغة .
- صدق الاحساس والمشاعر وهي خصيصة واضحة في كل كلمة من كلماتها في النص .
- الاهتمام بالجمال وحب الطبيعة بما فيها من صيف جميل وافق لامع وبحر وغابة وجبال ووهاد متوجة بالجمال والخضرة وغير ذلك .
- الاهتمام بالاسلوب الانشائي ولذلك تكثر عبارات النداء مثل ( يا هذه البرية ، يا هذا الجمال ) وعبارات التعجب مثل ( ما اروع الصيف وما احلى الساعات ! وما اهنأ الافق ! )
- حب الحرية والانطلاق فهي تكره قيود الشتاء مثلا وتحب انطلاقة الصيف ، كما هو واضح من النص السابق ، وهذه الروح هي التي جعلت مي تدعو الى تحرير المرأة من الجهل والخرافات .
من هو إبراهيم طوقان ؟
ولد ابراهيم طوقان في نابلس سنة 1905 في اسرة معروفة بمكانتها الاجتماعية .
وقد ولد ابراهيم ضعيف البنية رقيق العود ورافقه الداء منذ طفولته .
وقد درس الابتدائية في مدرسة الرشادية في نابلس ، ودرس الثانوية في مدرسة المطران في القدس ، ثم الجامعة الامريكية في بيروت, وعندما تخرج عمل مدرساً فيها وسمي ( شاعر الجامعة ) .
وفي سنة 1936 عمل مديراً للبرامج العربية في اذاعة فلسطين ، وظل فيها اربع سنوات .
ثم انتقل الى العراق ليعمل مدرساً في وزارة المعارف العراقية.
وكانت الفترة التي عاش فيها ابراهيم طوقان فترة احداث جسيمة ، فقد كانت فلسطين تحت حكم الانتداب البريطاني ، وكان الانجليز قد عاثوا في البلاد فساداً ، فأخذو يقتلون الاحرار ويعاقبون بالاعدام كل من يُشك في انه يملك قطعة من السلاح .
وكان الانجليز يمهدون بذلك لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين منذ وعد بلفور سنة 1917 . وقد قامت الثورات المتتالية في فلسطين واستشهد من المناضلين عدد كثير .
عاش ابراهيم هذه الاحداث جميعها ، عاشها بمشاعره واحساساته ، وعبر عنها بشعره الوطني .
وقد كان تلاميذه يحفظون القصائد والاناشيد التي ينظمها ،فيلهب بها حماسهم ويبعث الامل في نفوسهم ، وقد تُوفي في ريعان شبابه سنة 1941 .
اغراض شعر إبراهيم طوقان
قال ابراهيم الشعر في الهجاء و الوصف و الغزل والوطنيات ، ولكن وطنياته تظل خير ما كتب من الشعر ، فقد نعى خونة الوطن، كما قال الشعر داعياً الى الثورة والانتقام من الاعداء وتخليص البلاد من مخطط المستعمر .
قال إبراهيم طوقان:-
وطنٌ يباعُ ويُشترى
وتصيحُ: فَليحيَ الوطنْ
لو كنتَ تبغي خَيره
لبذلتَ من دمك الثمنْ
ولقمتَ تضمدُ جُرحه
لو كنتَ من أهل الفطن
ومن قصائد ابراهيم المشهورة : الشهيد ، والفدائي والشهداء الثلاثة : فؤاد حجازي ، ومحمد جمجوم وعطا الزير .
أسلوب إبراهيم طوقان
ومن خصائص اسلوب ابراهيم طوقان :
- العاطفة الملتهبة والمشاعر الصادقة .
- ابراهيم شاعر اصيل لا تجد في شعره شيئاً من التكلف .
- اختيار الالفاظ الرشيقة والقوافي المناسبة والتوزيع في القوافي ، حيث تجد لها اكثر من قافية.
- التجديد في المعاني .