هنا أود التركيز على ضرورة التمييز بين السمنة التي هي عبارة عن زيادة المخزون الدهني في الجسم ، وبين زيادة الوزن.
حيث يقصد بالسمنة زيادة نسبة المخزون الدهني في الجسم أكثر من احتياجاته بحيث قد تصل حداً يصبح عبئاً عليه ، مسببة له الكثير من المتاعب.
بينما زيادة الوزن في بعض الأحيان لا يكون سببها زيادة كمية الدهون مثل حالات الاستسقاء المختلفة ، ( الاستسقاء الناجم عن هبوط القلب أو هبوط الكلى أو أمراض الكبد أو نقص بروتين الدم وغيرها من أمراض كثيرة ) وفي مثل هذه الحالات يكون تجمع السوائل وخاصة الماء في أنحاء الجسم المختلفة هو السبب في زيادة الوزن .
كما أن بعض الأمراض الهرمونية تؤدي إلى تورم الأعضاء والأنسجة نتيجة اختلال عملية تبادل الماء في الجسم مثل قصور الغدة الدرقية ، إذ إن نقص هرمون هذه الغدة يؤدي إلى تورم في الأنسجة نتيجة احتباس الماء فيها مما يؤدي إلى زيادة الوزن .
كما أن بعض الأشخاص يمتازون بزيادة الوزن الناتج عن زيادة وزن الهيكل العظمي والعضلات ، وليس لديهم زيادة في كمية الدهون .
والأهم من ذلك إدراك الحقيقة التي يكاد يجهلها كثير من الناس حتى أولئك الذين يدعون مقدرتهم على علاج السمنة .
وهذه حقيقة هي وجود السمنة حتى مع أن وزن الشخص مثالي أو قريب من المثالي إذا ما قيس بواسطة الميزان العادي ، وذلك لأن مثل هؤلاء الأشخاص يعانون من السمنة المبطنة وهي زيادة نسبة الدهون لديهم عن الحد الطبيعي على حساب نقص وزن العضلات والهيكل العظمي لديهم .
ومن أسباب هذه الحالة اتباع أنماط غذائية وحميات غير مدروسة بهدف إنقاص الوزن فيتم انقاص الوزن على حساب وزن العضلات بينما لا تتأثر الدهون ، ومن هنا تزداد نسبة الدهون بسبب نقص وزن العضلات ، وهذا من الأخطاء الشائعة في علاج السمنة ، والتي لها عواقب وخيمة على الجسم أكثر من السمنة بحد ذاتها .
ويتوفر الآن أجهزة خاصة تستطيع قياس كمية الدهون في الجسم بدقة ، وتستطيع أيضاً قياس وزن ونسبة العضلات والهيكل العظمي.
ولكن ليس ضرورياً أن نقوم بهذا القياس لكل شخص ، إذ أن هناك طرق عملية أبسط وهي الفحص الطبي السريري.
وكذلك طرق حساب الوزن المثالي المختلفة والتي هي تقريبية أيضاً , كما يتوفر جداول خاصة تبين الجنس (ذكر،أنثى) والعمر والوزن والطول ويمكن استعمالها على المستوى العملي لبساطتها وإمكانية الاعتماد عليها لتقييم عدد كبير من الناس بوقت وكلفة وجهد أقل .
وسائل بسيطة لمعرفة ما إذا كان وزن الشخص زائداً أم لا ؟
- الطول بالسنتمتر يطرح منه 100 ، فشخص طوله 170 سم فإن وزنه المقبول 70 ويعدل بعض المصادر هذه المعادلة بإضافة أو طرح الرقم خمسة آخذاً بعين الاعتبار الاختلاف في البيئة بين شخص وآخر وعليه يكون الوزن المقبول لهذا الشخص هو ما بين 65 إلى 75 كغم .
- هناك معادلة أكثر دقة لحساب الوزن المثالي وتتلخص كما يلي : إذا كان طول الشخص ما بين 165-175 نطرح 105 أي أن الوزن المقبول لهؤلاء الأشخاص يتراوح ما بين 60-70 كغم أما الأشخاص الذين تتراوح اطوالهم ما بين 175-185 فإنه يتم طرح 110 من الطول أي أن الوزن المقبول لهؤلاء الأشخاص يتراوح ما بين 65-75 كغم .
- تحديد الوزن بقدر أكثر دقة باستخدام مصطلح عامل الكتلة (م) وهو كما يلي : م = الوزن / مربع الطول بالأمتار حيث أن (م) تتراوح ما بين 20 - 24,9 ويعتبر الشخص مصاباً بالسمنة من الدرجة الأولى إذا كان معامل الكتلة يتراوح ما بين 25- 29,9 أي بالنسبة للشخص صاحب الطول 170 سم فإنه يعتبر مصاباً بالسمنة درجة أولى إذا كان وزنه يتراوح ما بين 72,25 كغم - 86,4 كغم .
ويعتبر هذا الشخص سميناً من الدرجة الثانية إذا كان معامل كتلته يتراوح ما بين 40-30 أي أن وزنه يتراوح ما بين 86,7 - 115,6 كغم ويصنف بالدرجة الثالثة إذا كان معامل كتلته أكثر من 40 أي أن وزنه أكثر من 115,6 كغم أي أن نظام التصنيف هذا يعتبر السمنة ذات ثلاث درجات فقط وليس أربع درجات .
هل أعاني من السمنة ؟؟
للإجابة على هذا السؤال يمكنك حساب وزنك الفعلي وذلك بتوزين نفسك ثم احتساب الوزن المثالي حسب أحد الطرق التي تحدثنا عنها سابقاً.
فإذا كان وزنك الفعلي ما بين الحد الأدنى فهذا يعني أنك لا تعاني من السمنة .
وإذا كان وزنك يزيد عن الحد الأعلى المقبول لطولك بمقدار 10-12 % من الوزن المثالي فهذا يعني أن لديك وزناً زائداً ويجب عليك مراقبة وزنك وغذائك للتخلص من هذا الوزن الزائد أو حتى لا يتفاقم الأمر لتصبح في عداد من يعانون من السمنة .
فإذا كان وزنك الفعلي يزيد بمقدار أقل من 29% من الوزن المثالي فإنك تعاني من السمنة ذات الدرجة الأولى.
وإذا كان الوزن الفعلي يزيد عن الوزن المثالي بنسبة 30-40% فإنك تعاني من السمنة ذات الدرجة الثانية .
وإذا كان الوزن الفعلي يزيد بنسبة 50-99% عن الوزن المثالي فإنك تعاني من السمنةذات الدرجة الثالثة.
وأخيراً إذا كان الوزن الفعلي يزيد بنسبة 100% أو أكثر عن الوزن المثالي فتسمى هذه الحالة بالسمنة ذات الدرجة الرابعة .
مما تقدم يتبين أن مصطلح الوزن المثالي والحدود ما بين الوزن المقبول لشخص ما كحد أعلى والسمنة ودرجات السمنة أمر اجتهادي إلى حد ما خاصة في الحالات التي يكون فيها انحراف الوزن الفعلي عن الاصطلاحي قليلاً .
وفي مثل هذه الحالات يترك الأمر لصاحب العلاقة وما هي المفاهيم الاجتماعية والثقافية السائدة والمقاييس الجمالية المعتمدة.
فبعض المجتمعات تفضل الشخص ذو الوزن المائل للسمنة أي القريب من الحد الأعلى المقبول أو أكثر .
في حين تفضل مجتمعات أخرى الحد الأدنى المقبول للوزن المثالي أو أقل وهكذا .
أما من الناحية العلمية فتعتمد الأوزان المشار إليها سابقاً النسب المحددة للتمييز بين درجات السمنة المختلفة وتحديد شدة خطورتها وطرق علاجها .
بعض النقاط لتحديد وجود السمنة أو عدمها :-
- سمك الطبقة الدهنية تحت الجلد : إذ يتراوح سمك هذه الطبقة الطبيعي ما بين 1,3 - 2 سم ( في منطقة الذراع) فما زاد عن ذلك يعتبر من علامات السمنة حتى لو كان الوزن ضمن الحد المقبول .
- يحتوي جسم الإنسان البالغ الذكر على حوالي 15 إلى 20% من وزنه من الدهون ، أما جسم الأنثى فيحتوي على حوالي 20 إلى 25% من الدهون. ويمكن قياس هذه النسبة في جهاز خاص يدعى البيوداينميك ، ويساعد هذا الجهاز على اكتشاف حالات السمنة المبطنة أي لدى الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
- معامل توزيع الدهون في الجسم وهو عبارة عن نسبة محيط البطن مروراً بالسرة إلى محيط الأرداف م = محيط البطن / محيط الأرداف . وهو عند الإناث اللواتي لا يعانين من السمنة = 0.8 وعند الرجال 0.9 ويعطي هذا المعامل فكرة عن توزيع الدهون في الجسم .
وفيما يلي جدول يوضح الوزن بالكيلوغرام ودرجات السمنة للأطوال المختلفة وحسب الجنس محسوبة بالاعتماد على معامل الكتلة :
ملاحظة :
- تم حساب الحد الأعلى المسموح به لوزن الإناث على أساس الوسط الحسابي لمعامل الكتلة حسب المعادلة التالية : (الحد الأدنى + الحد الأدنى) / 2 مضروباً بمربع الطول بالأمتار.
- اعتمد تقسيم درجات السمنة إلى ثلاث درجات للتبسيط .
- الأوزان المبينة بدون وزن الملابس . الوزن المثالي للأنثى = الوزن المثالي للرجل مطروحاً منه 5% ( لنفس الأطوال) .