يدور الدم في الاوعية الدموية نتيجة لتقلص القلب وانبساطه بالتناوب وبصورة منتظمة.
وعندما تتقلص عضلة القلب تدفع الدم من داخله الى الشرايين، فتتسع هذه بحكم مطاطيتها وبنسبة القوة الضاغطة عليها( ضغط التقلص) ثم يعود القلب فينبسط بعد التقلص وينخفض الضغط في داخل الشرايين حتى يعود الى درجته قبل التقلص ( ضغط الانبساط ).
يمكن تحديد ضغط الدم وقياسه بواسطة آلات خاصة لذلك.
والدرجة الطبيعية لضغط التقلص والجسم متمدد تبلغ 135 درجة، أي انها تعادل لضغط 135 ميلليمتراً مكعباً من الزئبق.
أما الدرجة الطبيعية لضغط الانبساط فهي 90 درجة او اقل من 100 درجة على كل حال. ويحدد بعض الاطباء درجة الضغط بالسنتيمتر عوضا عن الملليمتر فيُقال 13.5 بدلا من 135، و 9 بدلا عن ال90.
إرتفاع ضغط الدم
يرتفع ضغط الدم الى درجات أعلى من درجاته الطبيعية في بعض الحالات المرضية، على الاخص في تصلب الشرايين وبعض امراض الكلى.
ولا بد من معالجة ارتفاع ضغط الدم واعادته الى أقرب ما يمكن من درجته الطبيعية، لان استمرار الارتفاع يجهد القلب ويعرضه للافلاس او يفجر الاوعية الدموية وخصوصا المتصلبة منها.
ومن اعراض ارتفاع ضغط الدم التي يشعر بها المصاب طنين في الاذنين وثقل في الرأس واضطراب نفساني وسرعة في الاثارة وضعف الذاكرة والصداع ودوخة عند انحناء الجسم الى الاسفل، و زوغان في العين.
ولمعالجة ارتفاع ضغط الدم لا بد اولاً من تمييز اسبابه لوضع منهاج صحيح للمعالجة.
يستدل غير الطبيب على سبب ارتفاع ضغط الدم من لون بشرة وجه المصاب.. ففي الارتفاع الناتج عن تصلب الشرايين يكون لونها محمرا كما هي عليه في احسن حالات الصحة ولكنه يكون بعكس ذلك اي ابيض باهتاً اذا كان ارتفاع الضغط ناتجاً عن مرض في الكلى.
يُعالج ارتفاع ضغط الدم بأدوية يصفها الطبيب وبإتباع اساليب حياةللوقاية من تصلب الشرايين.
هبوط ضغط الدم
يندر ان يكون هبوط ضغط الدم حالة مرضية مستقلة بنفسها وموروثة من العائلة. وهو في الغالب نتيجة لاصابة الجسم بحالات مرضية اخرى كالامراض المعدية او ضعف القلب او الاضطرابات في غدة الكظر( الغدة التاجية فوق الكلى).
والمصاب بهبوط ضغط الدم يشعر بانحطاط القوى، كما يبرد بسهولة، وتظل يداه وقدماه باردة باستمرار.ولا تفيد الادوية عادة في معالجة هبوط ضغط الدم، وان كان قد يحدث بعض التحسن من جراء ممارسة المريض للرياضة البدنية المعتدلة والحركات السويدية.
أما بالنسبة لنشفان العروق أو تصلب الشرايين هو مرض يظهر بدرجات متفاوتة عند كبار السن تقريباً كما يظهر في بعض الحالات المرضية كالامراض المعدية المزمنة ( الزهري ) وامراض الكلى وامراض الدم عند الشباب ايضا.
موضوع تصلب الشرايين ما زال موضع جدل بين الاطباء فبينما يعتبره بعضهم عارضا ملازما لكبار السن، يعتقد آخرون انه مرض حقيقي وليس عارضا من اعراضها.
ومرض تصلب الشرايين على كل حال ليس مرضا مستجداً ونتيجة لاساليب الحياة العصرية بل هو مرض قديم جدا. يؤكد ذلك انه قد وجدت اعراض مماثلة لاعراضه في بعض المومياءات التي يرجع تاريخها الى آلاف السنين في مصر.
وفي مرض تصلب الشرايين يتجمع على الجدار الداخلي للشرايين- وهي الاوعية الدموية التي يجري فيها الدم من القلب نحو اجزاء الجسم كافة- توضعات مكونة من مادة دهنية( الكوليسترول ) واملاح الكلس، فيضيق الشريان ويفقد مطاطيته مما يشكل عائقا لجريان الدورة الدموية بداخله.
وقد يحدث احتقان في الاماكن الشديدة التضيق من الشريان، او موجات لولبية في الدم تؤدي الى تجلطه وسد الشريان بالجلطة.. فتوقف الدورة الدموية فيه او يتم انفجاره عند الانسداد.
أعراض تصلب الشرايين
المصاب بتصلب الشرايين يشعر بآلام حادة في القلب اذا كانت الاصابة في شريانه. واذا كانت الاصابة بشريان الرجل مثلا يشعر المصاب بالم شديد في رجله يجبره ذلك على التوقف عن المشي ويزرق الجلد وتتورم الرجل ثم تموت لانقطاع الدورة الدموية عنها.
ومن اعراض تصلب شرايين الدماغ ان تنتاب المصاب نوبات من الدوخة. اما في حالة انفجار الشريان فان الجسم يصاب بشلل فجائي في بعض اطرافه او اعضائه وفقا لموضع الشريان المنفجر في المخ. وقد يعقب ذلك غيبوبة تزول تدريجيا او تنتهي بالموت.. وهذا ما يسمى بالسكتة الدماغية.
أسباب تصلب الشرايين
ان بعض عادات وطرق الحياة تهيء للاصابة بتصلب الشرايين كالجلوس طويلا و السمنة والاغذية الدسمة والتدخين والاجتهاد في العمل بدون ان تتخلله استراحات والحياة العجولة والزعل المستمر. ومن حسن الحظ ان تجنب هذه الامور ليس من الامور المتعذرة وهو افضل ضمانة للوقاية من الاصابة بالمرض.
ان مرض تصلب الشرايين هو مرض قابل للشفاء في بدايته كما يمكن اتقاؤه باتخاذ ما يمنع الاصابة به.