اننا جميعا نتصرف بتهور الى حد ما إزاء الزيادة في وزننا، ما عدا قلة سعيدة من الناس الذين بوسعهم ان يأكلوا كل ما طاب لهم دون ان يزيد وزنهم.
تقدر اعمار الاشخاص النحفاء في الغالب اقل من اعمار ذوي الوزن الثقيل. فعلى من يعلق اهمية على مظهر الشباب ان يراعي هذه النقطة. ولكن اين تقع هذه الحدود؟.. يتوقف هذا الامر على طول القامة وهناك قاعدة عامة تقول: بأن طول القامة في السنتيمترات يجب ان يتطابق مع الوزن العادي بالكيلوغرامات .
فينبغي على من بلغ طول قامته 1.6 متراً ان يكون مقدار وزنه 60 كغم، ولو زاد الوزن بنسبة 10% ، اي اذا بلغ 66 كغم فعندئذ نقول: احذر هذه الزيادة في الوزن.
ان الزيادة في الوزن من الامور الخطيرة. فالزيادة في الوزن تهدد الصحة. وسواء أكان المرء الذي يطالع نفسه امام المرآة مرتاحا بحجم جسمه أم لا، فإن كلاً من القلب والدورة الدموية تتحملان التبعات فيما لو تواجدت لدينا زيادة في الوزن.
قد دلت الاحصاءات على ان الزيادة في الوزن تُقصر الاعمار لبضعة سنين، و بديهي ان ذلك الامر سيدفعنا الى التأمل والتفكير، ما الذي بوسعنا ان نعمله اذن؟كيف يستطيع المرء تجنب ربو الارطال؟وما الذي يستطيع القيام به ضد تلك الزيادة في الوزن القائمة فعلاً؟
لو عمد الشخص الى تجويع نفسه مستخدما في ذلك اساليب القوة فإن ذلك لا يشكل بالتاكيد المنهج الصحيح، كما وان ذلك قد يجلب لنا في كثير من الاحيان الاخطار، ولكن لماذا لا نعمد الى تفضيل تلك المواد الغذائية- في وجباتنا- والتي تساعد على تخفبف زيادة الوزن؟ وهذه المواد هي عينها المواد التي ينصح بها الاطباء باستخدامها للتغذية السليمة، ولو تقيدت بها فانك ستسلك جهداً مضاعفا بشأن رعاية صحتك ولكن نتيجتها ذا فائدة عظيمة.
هنالك عامل لا يمكن الاستغناء عنه لمراقبة الوزن وهو اداة الوزن (الميزان) ، فانه من المفيد جدا ان يعمد المرء الى وزن نفسه كل يوم بعد الاسيقاظ حالا وذلك بصورة دورية، اذ سيستطيع الشخص عندئذ ان يقف على الخطايا الصغيرة التي ارتكبها في اليوم السابق، كما وإن بوسعه بصورة خاصة ان يلاحظ التقدم التدريجي الذي يحرزه في هذا الصدد.
اذا كان المرء يمارس رياضة المشي فانه يعني الكثير لصحتنا و عافيتنا اليومية، و للحصول على الفائدة المرجوة من رياضة المشي، إن هناك ثلاث قواعد بسيطة، وهي:-
- على المرء ان يتجول يوميا ما لا يقل عن ثلاثين الى خمسة واربعين دقيقة. ومن المستحسن القيام بذلك قبل الظهر.
- ان لسرعة المشي اهميتها الخاصة، فكلما تجول المرء بسرعة كلما جنى المزيد من النفع.
- على المرء ان يضع في ذهنه مسافة معينة لجولته مع مراعاة ان يكون البعد مناسبا. أما فائدة مثل هذا الهدف فهو ان المتجول لا يعتمد الى القنوط بسرعة، والشعور فيما بعد بأنه قد انجز شيئا معينا ثابتا.
ما الذي يطرأ على جسمنا اثناء التجول(المشي)؟
تتحرك العضلات خلال المشي السريع بصورة منتظمة.. كما انها تنشط في الوقت نفسه. وعندئذ يتنفس المرء بعمق تلقائيا. ولكن ذلك لا يغني عن أخذ بعض الانفاس العميقة عمدا، اذ ان مادة الاوكسجين تتسرب و تنفذ من خلال ذلك الى الرئة أكثر من المعتاد، كما ويصبح في مقدور القلب ان يضاعف جهوده.. و بذلك تتم عملية الدورة الدموية للجسم باكمله و بصورة أفضل.
هذا ويشكل المشي الى حد ما استجماما مصغرا للجسم بكامله، فمن كان قادرا على المشي فعليه ان ينعم بجمال الطبيعة. و من تعود على الجلوس دائما في البيت، لا يكاد يجد الفرصة السانحة لمقابلة غيره من الناس و الوقوف على النصائح والارشادات ولسماع الاراء الاخرى. بينما المغادرة والخروج من المنزل يهيء لك ان تعيش في وسط كثير من الاحداث، فهناك ستتقابل مع غيرك من الناس و ستتطلع على العديد من الامور المثيرة للاهتمام.
ولا ينبغي على الشخص تجنب المشي في المدينة، بل رفه عن نفسك خلال التجول فيها، وارمِ بنظرك الى معروضات المخازن القائمة فيها و راقب ما تجده فيها من المظاهر الحديثة، وكيف ان العالم المحيط بك عن قرب.. قد بدأ يتغير، وفي هذه الحالة لن ينشط الجسم وحده خلال التجول والعقل سينشط ايضا.